ولقد أنعم الله علينا جميعا -بفضله وكرمه- واستخدَمنا في أقدس خدمة وأجلّها وأنفعها لأهل الإيمان.. تلك هي خدمة القرآن. وندَبنا للقيام بها على وفق تقسيم الأعمال فيما بيننا، فحَسْبُنا أستاذيةُ وإرشادُ الشخص المعنوي النابع من سر أخوّتكم واتحادكم.

فما دامت خدمة الإيمان والقرآن أسمى من أية خدمة في هذا العصر، وأن النوعية تفضل الكمية، وأن التيارات السياسية المتحولة المتغيرة وأحداثها المؤقتة الزائلة لا أهمية لها أمام خدمات الإيمان الثابتة الدائمة، بل لا تَرقَى لمقارنتها ولا يمكن أن تكون محورا لها، فينبغي الاطمئنان بما منَحَنا ربُنا سبحانه وتعالى من مرتبة نورانية مفاضة علينا من نور القرآن المبين.

فيا إخوتي الأحبة! الثباتَ الثباتَ، الوفاءَ الوفاءَ... إن طريقنا في السمو والرقي هو الغلو في الارتباط والتساند فيما بيننا والسعي لنيل الإخلاص والأخوة الحقة، بدلا من الغلو في حسن الظن والتطلع إلى مقامات أعلى من حدنا.

∗ ∗ ∗


[من وظائف السيد المهدي]

إخوتى الأعزاء!

كتبت لكم الفقرتين الآتيتين قبل يومين تتمة لما كُتب لكم سابقا من جواب حول حسن ظنكم النابع من وفائكم الخالص بما يفوق حدي بكثير جدا. إذ إن الحكمة في جوابي السابق -قبل أسبوع- والذي يجرح إلى حدٍّ ما حسن ظنكم المفرط، لرسالتكم المترشحة من وفائكم الخالص وهممكم العالية هي الآتية:

في هذا العصر تيارات قوية ومسيطرة إلى درجة تستحوذ على كل شيء، وتستولي عليه، و تمتلكه لنفسها، وتسخره لأجلها، فلو أتى ذلك الذي يُنتظر مجيؤه حقا في هذا العصر، فإنني أرى أنه يغيّر هدفَه، ويجرّد نفسه من الأجواء والأحوال الدائرة في عالم السياسة، حفاظا على أعماله من أن تغتصبها تلك التيارات.

ثم إن هناك ثلاث مسائل هي: الحياة.. الشريعة.. الإيمان.

وأن مسألة «الإيمان» هي أهم هذه المسائل الثلاث وأعظمُها في نظر الحقيقة. بيد أن


Yükleniyor...