[سعيد صعيد]

يا سعيد! كن صعيدا، في نكران تام للذات، وتركٍ كلي للأنانية، وتواضعٍ مطلق، كالتراب. لئلا تعكر صفو رسائل النور وتقلل من تأثيرها في النفوس.

∗ ∗ ∗


[مسألتان]

إخوتي!

لقد أُخطِرتْ إلى قلبي في هذه الأيام مسألتان: إحداهما تخص طلاب النور والأخرى تخص أهل الدنيا. فأكتبهما لكم لأهميتهما.

المسألة الأولى: [أمارتان على حسن الخاتمة]

إن هناك بشارات سامية وقوية -في الشعاع الأول- حول دخول طلاب النور الصادقين الأوفياء القبرَ بحسن الخاتمة، وأنهم سيكونون من أهل الجنة.

كنت أنتظر منذ مدة، دليلا قويا يُسند هذه المسألة العظيمة جدا، وهذه البشارة الكبرى. فلله الحمد والمنة خطرت أمارتان دفعة واحدة على القلب.

الأمارة الأولى: لقد قضى أهل الكشف والتحقيق أن الإيمان التحقيقي كلما ارتقى من علم اليقين إلى حق اليقين يستعصي على السلب، فلا يُسلَب. وقالوا: إن الشيطان لا يستطيع أن يورث أحدا في سكرات الموت إلّا إلقاء الشبهات بوساوسه إلى العقل فحسب. أما هذا النوع من الإيمان التحقيقي، فلا يتوقف في حدود العقل فحسب، بل يسرى إلى القلب وإلى الروح وإلى السر وإلى لطائف أخرى، فيترسخ فيها رسوخا قويا بحيث لا تصل يد الشيطان إليها أبدا. فإيمان أمثال هؤلاء مصون من الزوال بإذن الله.

إن إحدى طرق الوصول إلى هذا الإيمان التحقيقي هو بلوغ الحقيقة بالولاية الكاملة بالكشف والشهود، وهذا الطريق إيمان شهودي يخص أخصّ الخواص.

أما الطريق الثاني فهو تصديق الحقائق الإيمانية بعلم اليقين البالغِ درجة البداهة

Yükleniyor...