القلوب وإنقاذه من الشبهات والأوهام بدلائلَ كثيرة وبراهين ساطعة. حتى حكَم كلُّ من يُنعِم النظر فيها؛ بأنها أصبحت ضروريةً في هذا العصر كضرورة الخبز والدواء.

إن الدواوين والمؤلفات السابقة تقول: كن وليا وشاهِد وَارْقَ في المقامات والدرجات، وأبصرْ وتناول الأنوار والفيوضات!.

بينما رسائل النور تقول: كن مَن شئتَ وأبصر. وافتح عينيك فحسب، وشاهد الحقيقةَ وأنقذ إيمانك الذي هو مفتاح السعادة الأبدية.

ثم إن رسائل النور تحاول أولا إقناعَ نفس مؤلّفها ثم تخاطب الآخرين؛ لذا فالدرس الذي أقنع نفسَ المؤلف الأمارة بالسوء إقناعا كافيا وتمكّن من إزالة وساوسها وشبهاتها إزالة تامة لهو درس قوي بلا شك، وخالصٌ أيضا، بحيث يتمكن وحدَه من أن يصد تيار الضلالة الحاضرة التي اتخذت شخصية معنوية رهيبة -بتشكيلاتها الجماعية المنظمة- بل أن يجابهها و يتغلب عليها.

ثم إن الرسائل ليست كبقية مصنفات العلماء تسير على وفق خطى العقل وأدلته ونظراته، ولا تتحرك كما هو الشأن لدى الأولياء المتصوفين بمجرد أذواق القلب وكشوفاته. وإنما تتحرك بخطى اتحاد العقل والقلب معا وامتزاجهما، وتعاون الروح واللطائف الأخرى، فتحلّق إلى أوج العلا وتصل إلى مراقٍ لا يصل إليها نظرُ الفلسفة المهاجمة فضلا عن أقدامها وخطواتها، فتُبيّن أنوارَ الحقائق الإيمانية وتوصلها إلى عيونها المطموسة.

∗ ∗ ∗


[حكمة التكرار]

إخوتى الأعزاء الأوفياء حق الوفاء!

لأنتم مدار سلواني وسروري في هذه الدنيا؛ فلولاكم لما تحملت العذاب طوال أربع سنوات. فثباتُكم وصمودُكم منَحاني صبرا قويا وجلَداً أمام العذاب. فلقد وردتْ إلى الخاطر دفعةً واحدة النقاطُ الآتية:


Yükleniyor...