شعرت -بما لا أتمكن من التعبير عنه- أن أهل الإيمان والهداية يتلذذون لذة علوية في نفس الموضع من تلك الأمور والأوضاع الفانية. فلقد أثبتت رسائل النور في مواضع عدة؛ أن كل شيء معدومٌ لأهل الضلالة سوى الحال الحاضرة، لذا فكل شيء بالنسبة إليهم مليء بالآم الفراق، بينما الماضي والمستقبل وما فيهما موجودان منوَّران لأهل الإيمان.
ولقد شاهدت أن الأوضاع الموقتة الفائتة لأهل الدنيا معدومة في ظلمات الفناء المطلق، بينما تلك الأوضاع نفسها موجودة لأهل الهداية، لأنني تذكرت بحسرةٍ الأوضاعَ الموقتة التي مرّت عليّ، وهي أوضاع تحمل لذائذ وأهميةً وشأنا فاشتقت إليها. ولكن ما إن ورد على ذهني أن تلك الأوضاع الطيبة فنيَت في الماضي، إذا بنور الإيمان يذكّرني: أنها باقية من نواحٍ عدة رغم فنائها الظاهرى، لأن تلك الأوضاع جلوات اسم الله الباقي سبحانه، فهي باقية في دائرة العلم الإلهي والألواحِ المحفوظة والألواحِ المثالية. فالعلاقات التي تربطنا بتلك الأوضاع يورثها نور الإيمان بقاءً ووجودا فوق الزمان. فيمكنك مشاهدة تلك الأوضاع من نواحٍ عديدة كثيرة وكأنها سينما معنوية كثيرة بل يمكنك الدخول فيها. فقلت: «مادام الله موجودا فكل شيء موجود إذن». هذا الكلام الذي أصبح مضرب المثل يمثل حقيقةَ: «من كان لله تعالى كان له كل شيء، ومن لم يكن له، كان عليه كل شيء فكل شيء معدوم له».
بمعنى أن الذين يفضلون درهما من لذة تحمل آلاما وحسرات وظلمات على أضعافها من اللذائذ التي لا تحمل ألما في الموضع نفسه، لاشك أنهم سيقابلون -بما يخالف مقصودهم- الألم في موضع اللذة.
∗ ∗ ∗
[خدمة الإيمان فوق كل شيء]
إن طلاب رسائل النور الحقيقيين يرون خدمة الإيمان فوق كل شيء. بل حتى لو مُنحوا درجة القطبية يرجّحون عليها خدمة الإيمان حفاظا على الإخلاص.
نحن طلاب رسائل النور؛ وظيفتُنا الخدمةُ، خدمةُ الإيمان والقرآن، وعدمُ التدخل في أمور الله، وعدم بناء خدمتنا على تلك الأمور الذي يومئ إلى ما يشبه التجربة والاختبار. فضلا عن أننا نهتم بالنوعية دون الكمية.
ولقد شاهدت أن الأوضاع الموقتة الفائتة لأهل الدنيا معدومة في ظلمات الفناء المطلق، بينما تلك الأوضاع نفسها موجودة لأهل الهداية، لأنني تذكرت بحسرةٍ الأوضاعَ الموقتة التي مرّت عليّ، وهي أوضاع تحمل لذائذ وأهميةً وشأنا فاشتقت إليها. ولكن ما إن ورد على ذهني أن تلك الأوضاع الطيبة فنيَت في الماضي، إذا بنور الإيمان يذكّرني: أنها باقية من نواحٍ عدة رغم فنائها الظاهرى، لأن تلك الأوضاع جلوات اسم الله الباقي سبحانه، فهي باقية في دائرة العلم الإلهي والألواحِ المحفوظة والألواحِ المثالية. فالعلاقات التي تربطنا بتلك الأوضاع يورثها نور الإيمان بقاءً ووجودا فوق الزمان. فيمكنك مشاهدة تلك الأوضاع من نواحٍ عديدة كثيرة وكأنها سينما معنوية كثيرة بل يمكنك الدخول فيها. فقلت: «مادام الله موجودا فكل شيء موجود إذن». هذا الكلام الذي أصبح مضرب المثل يمثل حقيقةَ: «من كان لله تعالى كان له كل شيء، ومن لم يكن له، كان عليه كل شيء فكل شيء معدوم له».
بمعنى أن الذين يفضلون درهما من لذة تحمل آلاما وحسرات وظلمات على أضعافها من اللذائذ التي لا تحمل ألما في الموضع نفسه، لاشك أنهم سيقابلون -بما يخالف مقصودهم- الألم في موضع اللذة.
[خدمة الإيمان فوق كل شيء]
إن طلاب رسائل النور الحقيقيين يرون خدمة الإيمان فوق كل شيء. بل حتى لو مُنحوا درجة القطبية يرجّحون عليها خدمة الإيمان حفاظا على الإخلاص.
نحن طلاب رسائل النور؛ وظيفتُنا الخدمةُ، خدمةُ الإيمان والقرآن، وعدمُ التدخل في أمور الله، وعدم بناء خدمتنا على تلك الأمور الذي يومئ إلى ما يشبه التجربة والاختبار. فضلا عن أننا نهتم بالنوعية دون الكمية.
Yükleniyor...