[الصدقة تدفع البلاء]

إخوتي الأعزاء الصادقين الثابتين الموقرين!

إن توديعكم كتابة «الفهرس» إلى الشخص المعنوي الناشئ من هيئتكم المتساندة، وعلى صورة توزيع الأعمال فيما بينكم عملٌ جميل جدا. فلقد وجدتم أستاذا حقيقيا ودائميا لكم. فذلك الأستاذ المعنوي أفضل بكثير من أخيكم هذا العاجز. بل لا يَدع حاجة إليه.

إخوتي!

عندما قلقتُ من أجلكم بسبب أخذكم إلى الخدمة العسكرية، ونظرت إلى حادثات الزمان خطر على قلبي ما يأتي:

إن الحضارة الأوروبية المؤسّسة على أسس فاسدة، والتي تدّعى أن كل ما أتاها هو من عندها كادّعاء قارون ﹛﴿ قَالَ اِنَّمَٓا اُو۫ت۪يتُهُ عَلٰى عِلْمٍ ﴾|﹜ (القصص:٧٨) فلا تشكرُ ربّها الذي أحسن إليها بفضله وكرمه تعالى، والتي رجحت كفةُ سيئاتها على حسناتها حيث سقطت في الشرك بفكرها المادي الملوث. إن هذه الحضارة تلقّت صفعةً سماوية قوية بحيث أبادت محاصيل مئات السنين من رقيّها وتقدمها، ودمّرتها تدميرا وجعلتها طعمة للنار؛ إذ قد نزلت بالحكومات الأوروبية الظالمة -لإهانتها العالم الإسلامي ومركزَ الخلافة وإقرارِها معاهدة سيفر- (5) خسارةٌ فادحة وانهزام كلّي بحيث لا تستطيع الخروج من عذاب في الدنيا كعذاب جهنم، بل تضطرب وتصطرخ فيها. أجل إن هذا الانهزام، إنما هو عقاب تلك الإهانة.

هذا، ويقضي أشخاص محترمون هنا حكما قاطعا بأن ولايتَي «إسبارطة» و«قسطموني» وهما مركزا انتشار رسائل النور محفوظتان من الآفات السماوية بالنسبة لسائر الولايات. وأن السبب في ذلك هو ما تُورثه رسائلُ النور من إيمان تحقيقي وقوة في العقيدة والدين. إذ إن أمثال هذه الآفات السماوية تنزل نتيجة سيئات تنشأ من ضعف الإيمان. فلقد ثبت في الحديث الشريف «الصدقة تدفع البلاء» (6) فتلك القوة الإيمانية أيضا تدفع تلك الآفات حسب درجتها.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...