نعم، إن هذا العصر الذي رُفعت منه البركةُ من جراء الإسراف المتزايد وعدمِ مراعاة الاقتصاد، ومن عدم القناعة مع الحرص الشديد، فضلا عن تزايد الفقر والحاجة والفاقة وهموم العيش، مما سبب جروحا بليغة في تطلع الإنسان للعيش وفي نزوعه لحفظ الحياة، علاوة على تشعب متطلبات الحياة المرهقة، زد على ذلك استمرار أهل الضلالة بتوجيه كل الأنظار إلى الحياة.. كل ذلك عمّق تلك الجروح حتى دفع الإنسان ليفضّل أدنى حاجة من حاجات الحياة على مسألة إيمانية عظيمة.

نعم، إنه لا يصمد تجاه هذا المرض العجيب لهذا العصر العجيب ولسقمه الرهيب إلّا رسائل النور الناشرة لأدوية القرآن المبين التي لها فعل المضاد للسموم. ولا يمكن أن يقاوِم هذا المرضَ العضال إلّا طلابُ رسائل النور الأقوياء الثابتون الذين لا يتزعزعون، الخالصون الصادقون المضحون.

ولهذا ينبغي الإسراع إلى الالتحاق بدائرة النور والالتزام بها مع كامل الوفاء والثبات والجدية والإخلاص والثقة، حتى يمكن الخلاص من آثار ذلك المرض العجيب الرهيب.

تحياتنا إلى الإخوة جميعا فردا فردا مع الدعاء لهم بالخير.

يا إخوتي! إن فعالياتكم ونشاطكم وثباتكم هي بمثابة النابض المحرك لدائرة رسائل النور بحيث تحفزوننا على الحركة والعمل هنا، وفي أماكن أخرى كثيرة. ليرضَ الله عنكم أبدا. آمين آمين ألف ألف آمين.

∗ ∗ ∗


[الآلام في اللذائذ الظاهرية]

لمناسبة الرسالة التي كتبتُها لكم قبل بضعة أيام حول غلبة الحياة الدنيوية على الحياة الدينية ظهر معنىً دقيق جدا لقلبي، قد لا يُعبّر عنه بالقلم. ولكني سأشير إليه إشارة في غاية الاختصار:

إنني شاهدت أن ما يخدع أهل الضلالة في هذا العصر العجيب ويجعلهم سكارى ثملين، هو أن ما يتلذذون به من أوضاع فانية لذةً ظاهرية هو في الحقيقة في منتهى الألم. بينما


Yükleniyor...