فقال الزوج لزوجته: هذه لبنة قد أُرسلت إلينا من قصرنا في الجنة.
فانبرت له زوجته الصالحة قائلة: مع أن الفاقة قد أنهكتنا ونعاني من شظف العيش ما ترى ولنا في الجنة كثير من مثل هذه اللبنة، ولكن أخشى أن نضيع لبنة الجنة في دنيا فانية. فأرجو يا زوجي العزيز أن تتضرع إلى المولى الكريم ليعيد اللبنةَ إلى موضعها في الجنة، فنحن في غنى عنها. وإذا بهما يريان -كشفاً- عودةَ اللبنة إلى موضعها.
هكذا تُروى الحادثة.
فهذان الرائدان من أهل الحقيقة، إنما يمثلان نموذجا جيدا وقدوة حسنة لطلاب النور في عدم سعيهم وراء الأذواق والكرامات في الدنيا.
∗ ∗ ∗
[ما تقتضيه الأبوة والبنوة]
لقد سُررتُ غايةَ السرور بالرسائل الجميلة الخالصة القادمة من إخواننا في مدينة «إينبولي» وما جاور تلك المدينة التي أخذت عنوانَ «إسبارطة الصغيرة» في وقت ما، وعانت أكثر من أية مدينة أخرى مصيبةَ السجن في قضيتنا السابقة. إلّا أنني قَلِقٌ على عدم الانسجام الحاصل بين الوالد والولد انسجاما تاما للاختلاف بين مشربيهما، وهما بَطَلَانِ من أبطال النور، فالولد لابد له من كسبِ رضا الوالد حتى لو كان والدُه غير محق، وعلى الوالد ألّا يحرم ولدَه من رأفته وإن كان عاقا به، وحتى لو كان البون بين الولد والوالد بعيدا، بل لو كانا عَدُوَّينِ، فلأجل رسائل النور والإيثار الموجود فيما بين طلاب النور، وعدمِ انتقاد بعضهم البعض الآخر والتجاوز عن تقصيراته، وأمثالها من دساتير رسائل النور تُلجئهم إلى المصالحة. فكيف بمثل هذا الوالد والولد الحاملَين للخصال الحميدة والسجايا الراقية وهما من المتقدمين في صفوف طلاب رسائل النور. فعلى أخويّ هذين ألّا يجعلا أمورا دنيوية جزئية عاطفية موضعَ مناقشة. وعليهم أن يتحلَّوا بما تقتضيه الأبوة والبنوة من الاحترام والرحمة فضلا عما يقتضيه التتلمذ على رسائل النور من الصفح وغضّ النظر عن الأخطاء، فعلى أخويّ الحبيبين عندي حبا جما أن يتركا نقد بعضهما البعض الآخر مراعاة لخاطري.
∗ ∗ ∗
فانبرت له زوجته الصالحة قائلة: مع أن الفاقة قد أنهكتنا ونعاني من شظف العيش ما ترى ولنا في الجنة كثير من مثل هذه اللبنة، ولكن أخشى أن نضيع لبنة الجنة في دنيا فانية. فأرجو يا زوجي العزيز أن تتضرع إلى المولى الكريم ليعيد اللبنةَ إلى موضعها في الجنة، فنحن في غنى عنها. وإذا بهما يريان -كشفاً- عودةَ اللبنة إلى موضعها.
هكذا تُروى الحادثة.
فهذان الرائدان من أهل الحقيقة، إنما يمثلان نموذجا جيدا وقدوة حسنة لطلاب النور في عدم سعيهم وراء الأذواق والكرامات في الدنيا.
[ما تقتضيه الأبوة والبنوة]
لقد سُررتُ غايةَ السرور بالرسائل الجميلة الخالصة القادمة من إخواننا في مدينة «إينبولي» وما جاور تلك المدينة التي أخذت عنوانَ «إسبارطة الصغيرة» في وقت ما، وعانت أكثر من أية مدينة أخرى مصيبةَ السجن في قضيتنا السابقة. إلّا أنني قَلِقٌ على عدم الانسجام الحاصل بين الوالد والولد انسجاما تاما للاختلاف بين مشربيهما، وهما بَطَلَانِ من أبطال النور، فالولد لابد له من كسبِ رضا الوالد حتى لو كان والدُه غير محق، وعلى الوالد ألّا يحرم ولدَه من رأفته وإن كان عاقا به، وحتى لو كان البون بين الولد والوالد بعيدا، بل لو كانا عَدُوَّينِ، فلأجل رسائل النور والإيثار الموجود فيما بين طلاب النور، وعدمِ انتقاد بعضهم البعض الآخر والتجاوز عن تقصيراته، وأمثالها من دساتير رسائل النور تُلجئهم إلى المصالحة. فكيف بمثل هذا الوالد والولد الحاملَين للخصال الحميدة والسجايا الراقية وهما من المتقدمين في صفوف طلاب رسائل النور. فعلى أخويّ هذين ألّا يجعلا أمورا دنيوية جزئية عاطفية موضعَ مناقشة. وعليهم أن يتحلَّوا بما تقتضيه الأبوة والبنوة من الاحترام والرحمة فضلا عما يقتضيه التتلمذ على رسائل النور من الصفح وغضّ النظر عن الأخطاء، فعلى أخويّ الحبيبين عندي حبا جما أن يتركا نقد بعضهما البعض الآخر مراعاة لخاطري.
Yükleniyor...