والضرورة، وبقوة تبلغ درجة حق اليقين، وذلك بفيض سر من أسرار الوحي الإلهي من جهة الإيمان بالغيب وبطراز برهاني وقرآني يمتزج فيه العقل والقلب معا.

فهذا الطريق الثاني هو أساسُ رسائل النور، وخميرتُها، وروحُها وحقيقتها. نعم، إن طلابها الخواص يشاهدون ذلك، بل إذا ما نظر الآخرون أيضا بإنصاف فإنهم يرون أن رسائل النور تبين استحالة الطرق المخالفة للحقائق الإيمانية، وأنها غير ممكنة وممتنعة.

الأمارة الثانية: إن دعوات خالصة كثيرة جدا ومقبولة تُرفع دوما ليُرزَق طلاب النور الصادقون حسن الخاتمة واكتساب الإيمان الكامل. فهي دعوات كثيرة إلى درجةٍ لا يجد العقلُ مجالا لعدم قبول أيٍّ من في تلك الأدعية.

فمثلا: إن خادما لرسائل النور وطالبا من طلابها يدعو خلال أربع وعشرين ساعة مائة مرة لحسن خاتمة طلاب النور ونيلهم السعادة الأبدية، ويدعو خلال تلك الأدعية ما يقرب من ثلاثين مرة على الأقل في اليوم الواحد، لسلامة إيمانهم وحسن عقباهم ودخولهم القبر بإيمان. فهو يدعو بتلك الأدعية ضمن أكثر الشروط استجابة وقبولا للدعاء.

ثم إن مجموعة الأدعية المرفوعة من قبل الطلاب أنفسهم، وهم يتعرضون -من حيث الإيمان- في هذا الزمان للهجمات من جميع الجهات. تلك الأدعية التي يدعو بها كلٌّ لإخوته الآخرين، والتي يلهجون بها بألسنتهم البريئة لسلامة إيمانهم وإيمان إخوتهم.. أقول إن مجموع تلك الأدعية قوية إلى درجة لا تردّها رحمةُ الرحمن العظيمة وحكمتُه الواسعة. فلو اُفترض ردّ جميع تلك الأدعية وقبول دعاء واحد منها، لكفاه قبولا لدخول كل طالب من الطلاب القبرَ بسلامة الإيمان، ذلك لأن كل دعاءٍ يُرفع من قِبَلهم هو دعاء متوجه إلى الجميع.

المسألة الثانية: [حكمة انهزام الدولة العثمانية]

لقد ظهر في الوقت الحاضر جزء من جواب سعيد القديم الناطق باسم هذا العصر عن السؤال الذي أورده مجلس مثالي روحاني يتشاورون فيما بينهم مصير العالم الإسلامي، وذلك في «حوار في رؤيا» المنشور في كتاب «السانحات» (7) والمطبوع قبل عشرين سنة.

Yükleniyor...