يفوقان الترابَ في الدلالة على الله -الذي أوردناه في مستهل البحث- صحيفتان واسعتان يكتب فيهما قلمُ القدَر والحكمةِ كتابة حكيمة بليغة، ويجريان فيهما الإرادة وقلم القدر والقدرة. وأن مداخلة المصادفة العشواء والقوة العمياء والطبيعة الصماء والأسباب التائهة الجامدة في تلك الكتابة الحكيمة محال في مائة محال وغير ممكن قطعا.

ألف ألف تحية وسلام إلى الجميع.


∗ ∗ ∗


[من معاني «التشهّد»]

باسمه سبحانه

﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما

إخوتي الأعزاء الصادقين الأبرار!

لقد ارتأينا أن نبين لكم خلاصة الدرس الذي ألقيناه على أركان مدرسة الزهراء، بناء على رغبتهم.

وموضوعه هو: أن الرسول الأكرم فخر الكائنات وثمرة خلق العالم ﷺ قد قال ليلة المعراج في الحضرة الإلهية باسم جميع الكون بدل السلام:

«التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله» قالها، باسم البشرية جمعاء، بل باسم جميع ذوي الحياة، بل باسم عموم المخلوقات.. وأن الأمة الإسلامية تردد هذا الكلام المبارك يوميا مرات ومرات في صلواتهم لما فيه من معنى كلي.. وينال كل مؤمن -مهما كانت مرتبته في الإيمان- حظه من هذا الكلام.

ولقد ذكرنا -فيما سبق- ما في عنصر الهواء من خوارق القدرة الإلهية لدى بياننا أن الراديو نعمة إلهية، وذلك في حاشية بحث (نكتة توحيدية في لفظ «هو» )..

فلأجل كل هذا خطر على القلب: أن العبادة التي يؤديها المؤمن في هذه الدنيا القصيرة،

Yükleniyor...