وعندها لا يمكن عدم الرأفة بهم. إلّا أن هناك رحمة خفية لأولئك الأبرياء المظلومين الذين تضرروا من ذلك البلاء النازل بالجناة.
ولقد كنت -في وقت ما في الحرب العالمية الأولى- أتألم كثيراً من المظالم والقتل الذي يرتكبه الأعداء تجاه المسلمين ولاسيما تجاه أطفالهم وعوائلهم، وكنت أتعذّب عذاباً يفوق طاقتي -لما فيّ من شفقة مفرطة ورأفة متزايدة- وحينها ورد على القلب فجأة الآتي:
إن أولئك الأبرياء المقتولين يُستشهدون ويصبحون أولياء صالحين، وإن حياتهم الفانية تُبدل إلى حياة باقية، وإن أموالهم الضائعة تصبح بحكم الصدقة فتبدل أموالاً باقية. بل حتى لو كان أولئك المظلومون كفاراً فإن لهم من خزينة الرحمة الإلهية مكافآت كثيرة بالنسبة لهم -مقابل ما عانَوا من البلاء في الدنيا- بحيث لو رفع ستار الغيب فإن ما ينالونه من رحمة ظاهرة يدفعهم إلى أن يلهجوا ب«الشكر لله والحمد لله».
عرفتُ هذا، واقتنعت به قناعة تامة، ونجوت بفضل الله من الألم الشديد الناشئ من الشفقة المفرطة.
∗ ∗ ∗
[نظرة إلى رسالة «المناظرات»]
لقد ألقيت نظرة إلى رسالة «المناظرات» وذلك بعد مرور خمس وثلاثين سنة على تأليفها، فرأيت فيها وفي أمثالها من مؤلفات «سعيد القديم» أخطاءً وهفوات. إذ ألّف تلك الآثارَ في حالة روحية ولّدها الانقلاب السياسي. (9) وأنشأتها مؤثرات خارجية وعوامل محيطة به.
إنني أستغفر الله بكل حولي وقوتي من تلك التقصيرات راجيا من رحمته تعالى أن يغفر تلك الخطايا التي ارتكبتُها بنية حسنة وبقصد جميل، لدفع اليأس المخيّم على المؤمنين.
إن أساسين مهمّين يهيمنان على آثار «سعيد القديم» -كهذه الرسالة- والأساسان ذوا حقيقة ولكن، كما تحتاج كشفيات الأولياء إلى تأويل، والرؤى الصادقة إلى تعبير، فإن ما أحس به «سعيد القديم» بإحساس مسبق -أي قبل وقوع الأمر- بحاجة كذلك إلى تعبير، بل إلى
ولقد كنت -في وقت ما في الحرب العالمية الأولى- أتألم كثيراً من المظالم والقتل الذي يرتكبه الأعداء تجاه المسلمين ولاسيما تجاه أطفالهم وعوائلهم، وكنت أتعذّب عذاباً يفوق طاقتي -لما فيّ من شفقة مفرطة ورأفة متزايدة- وحينها ورد على القلب فجأة الآتي:
إن أولئك الأبرياء المقتولين يُستشهدون ويصبحون أولياء صالحين، وإن حياتهم الفانية تُبدل إلى حياة باقية، وإن أموالهم الضائعة تصبح بحكم الصدقة فتبدل أموالاً باقية. بل حتى لو كان أولئك المظلومون كفاراً فإن لهم من خزينة الرحمة الإلهية مكافآت كثيرة بالنسبة لهم -مقابل ما عانَوا من البلاء في الدنيا- بحيث لو رفع ستار الغيب فإن ما ينالونه من رحمة ظاهرة يدفعهم إلى أن يلهجوا ب«الشكر لله والحمد لله».
عرفتُ هذا، واقتنعت به قناعة تامة، ونجوت بفضل الله من الألم الشديد الناشئ من الشفقة المفرطة.
[نظرة إلى رسالة «المناظرات»]
لقد ألقيت نظرة إلى رسالة «المناظرات» وذلك بعد مرور خمس وثلاثين سنة على تأليفها، فرأيت فيها وفي أمثالها من مؤلفات «سعيد القديم» أخطاءً وهفوات. إذ ألّف تلك الآثارَ في حالة روحية ولّدها الانقلاب السياسي. (9) وأنشأتها مؤثرات خارجية وعوامل محيطة به.
إنني أستغفر الله بكل حولي وقوتي من تلك التقصيرات راجيا من رحمته تعالى أن يغفر تلك الخطايا التي ارتكبتُها بنية حسنة وبقصد جميل، لدفع اليأس المخيّم على المؤمنين.
إن أساسين مهمّين يهيمنان على آثار «سعيد القديم» -كهذه الرسالة- والأساسان ذوا حقيقة ولكن، كما تحتاج كشفيات الأولياء إلى تأويل، والرؤى الصادقة إلى تعبير، فإن ما أحس به «سعيد القديم» بإحساس مسبق -أي قبل وقوع الأمر- بحاجة كذلك إلى تعبير، بل إلى
Yükleniyor...