المثال الثاني: الجزئي والأنموذج المصغر جدا: هو الكهرباء. فبعد أن خبر أحدهم المصباح الكهربائي ودقق فيه النظر، رأى أن الذرات والمواد الموجودة في مئات المفاتيح الكهربائية وأسلاكها ومراكزها، جامدة لا تملك شعورا، ولا حركة ذاتية. ومع هذا تمحو ظلمات كانت تشغل عشرات الكيلومترات، بعد أقل من تماس بسيط، ويملأ مكانها نوراً في أقل من نصف ثانيه! فذهاب هذه الظلمات المشاهدة فجأة ومجيء نور مشاهَد بقدرها بدلا منها لاشك أنه ليس خيالا، فأما أن التماس الحاصل في تلك الذرات الجامدة الفاقدة للشعور يحمل قوة لا حد لها ونورا لا منتهى له بحيث تتمكن تلك الذرات من أن تمد يدها إلى مئات الكيلومترات، فتزيلَ منها الظلام وتملأَه بالنور.. وهذا محال لا يمكن أن يقنع به حتى السوفسطائي ولو حاولت معه الشياطين جميعا والملحدون والماديون قاطبة.. (21) أو حصل ذلك بقدرة القدير المطلق، علام الغيوب، وبحكمة العليم النافذ حكمه في الكون كله، فتستفيض الأنوار من اسمه «النور» فهو «نور النور، وخالق النور، ومدبر النور».

وعلى غرار هذين المثالين هناك ما لا يحد من الأمثلة والنماذج.

وهكذا فكما تُقدِّم الكائناتُ جميعَ ما فيها من أنوار، وحسن وجمال، وطيبات، وكلمات طيبة، وخيرات وكمالات إلى الذات الجليلة بلسان حال عنصر النور ب: «الطيبات لله» فإن نتيجة خلق الكائنات وسببَ خلق الكون ﷺ قد قال أيضا بذلك المعنى الكلي في ليلة المعراج: «الطيبات لله» باسم جميع موجودات الكون التي بعث إليه.

فالرسول الأعظم ﷺ بعد أن قال هذه الكلمات الجميلة الأربع -بعدد ذرات الأنام-

Yükleniyor...