الحقيقة الثانية:

كان سعيد القديم يخبر طلابه -في مؤلفاته القديمة وفي إفادة المرام لإشارات الإعجاز- ويقول لهم مكرراً: ستحدث زلزلة اجتماعية بشرية عظيمة، زلزلة مادية ومعنوية، وسيغبطونني على اعتكافي وانزوائي وبقائي عزباً.

حتى إنه في السنة الأولى من عهد الحرية سأل الشيخُ بخيت -مفتى الديار المصرية- سعيدا القديم: ما تقول في حق هذه الحرية العثمانية والمدنية الأوربائية؟ فأجابه سعيد:

«إن الدولة العثمانية حاملة بدولة أوروبائية وستلد يوما ما، وإن أوروبا حاملة بالإسلامية وستلد يوما ما».

فقال له الشيخ الجليل: وأنا أصدّق ما يقوله. ثم قال لمن حوله من العلماء: لا أناقش هذا ولا أتمكن أن أغلبه.

فلقد شاهدنا الولادةَ الأولى، أنها سبقت أوروبا في بُعدها عن الدين بربع قرن.

أما الولادة الثانية: فستظهر بعد حوالي ثلاثين سنة بإذن الله. ستظهر في الشرق والغرب دولة إسلامية.

الحقيقة الثالثة:

كان سعيد القديم -والجديد- يخبر بحس مسبق وبإصرار بالغ وبتكرار عن حادثة عظيمة معنوية ومادية وظهور زلزال اجتماعي بشري رهيب مدمّر في الدولة العثمانية. والحال أنه رأى بذلك الحس ما في الدائرة الواسعة جدا في دائرة ضيقة. ورغم أن الزمان صدّقه بالحرب العالمية الثانية تصديقا تاما، فهو يعبّر عن رؤيته تلك الدائرة الواسعة في المملكة العثمانية بالآتي:

رغم أن الدمار الذي ولّدته الحرب العالمية الثانية واسع جدا فإنه ضيق بالنسبة للدمار الذي حصل في الدولة العثمانية، حيث إنه متوجه إلى الحياة الدنيوية والمدنية الزائفة. بينما الذي حصل في الدولة العثمانية دمارٌ للحياة الباقية والسعادة الدائمة. فهذا الدمار زلزلة إسلامية أفظع وأرهب من حيث المعنى من تلك الحرب. وبهذا يصحِّح ما سها عنه سعيدٌ القديم ويعبّر


Yükleniyor...