أيا من اختفى خلف عصر شاهق لما بعد ثلاثمائة سنة، (6) يستمع إلى كلمات النور بصمت وسكون، ويلمحنا بنظر خفي غيبيّ.. أيا من تتسمّون ب«سعيد وحمزة، وعمر وعثمان وطاهر ويوسف وأحمد وأمثالهم!» إنني أتوجه بالخطاب إليكم:
ارفعوا هاماتكم وقولوا: «لقد صدقت» وليكن هذا التصديق ديْناً في أعناقكم. إن معاصريّ هؤلاء وإن كانوا لا يعيرون سمعاً لأقوالي، لندعهم وشأنهم، إنني أتكلم معكم عبر أمواج الأثير الممتدة من الوديان السحيقة للماضي -المسمّى بالتاريخ- إلى ذرى مستقبلكم الرفيع. ما حيلتي، لقد استعجلت وشاءت الأقدار أن آتي إلى خضم الحياة في شتائها.. أما أنتم فطوبى لكم، ستأتون إليها في ربيع زاهر كالجنة، إن ما يزرع الآن ويستنبت من بذور النور ستتفتح أزاهيرَ يانعة في أرضكم.. نحن ننتظر منكم لقاء خدماتنا.. أنكم إذا جئتم لتَعبروا إلى سفوح الماضي، عوجوا إلى قبورنا، واغرسوا بعض هدايا ذلك الربيع على قمة القلعة. (أي كما ذكر في الرجاء الثالث عشر من رسالة «الشيوخ» أنه بوفاة مدرسة «خُورْخور» التي هي تحت قلعة «وَانْ» الصلدة والتي هي مدرسة ابتدائية لمدرسة الزهراء، وغلقِ المدارس الشرعية في الأناضول كافة الدال على وفاتها، (7) توفيت جميع المدارس، وكأن قلعة «وان» صارت شاهداً لقبرها العظيم. فيا أيها المُقبلون بعد ثلاثمائة سنة، ازرعوا على قمة هذه القلعة زهرة مدرسة نورية). أي ابنوا جسمَ مدرسة الزهراء التي تعيش روحاً ضمن هيئة واسعة، ولم تُبعث جسما. علما أن سعيدا القديم قد قضى معظم حياته في سبيل تحقيق تلك المدرسة. وقد سجّل حقائق مهمة في مؤلَّفه ذاك سواء في تأسيسها أو في فوائدها.
وإنه لفأل حسن بعد انكسارِ حدّةِ الاستبداد الرهيب «سنة ١٩٥٠» الذي دام خمساً وعشرين سنة، والذي أنهى حياة المدارس الشرعية، قرارُ وزير المعارف «توفيق إيلري» على إنشاء مدرسة الزهراء في «وان» باسم جامعة الشرق، واستصوب رئيسُ الجمهورية «جلال بايار» -من حيث لم يحتسب- قرار الوزير وجعله ضمن قائمة المسائل المهمة. وهذا ما كان يتمناه سعيد قبل أربعين سنة، وسيتحقق بإذن الله.
نبيّن هنا ثلاث حقائق لإيضاح جواب سعيد القديم الذي قاله قبل خمس وأربعين سنة.
ارفعوا هاماتكم وقولوا: «لقد صدقت» وليكن هذا التصديق ديْناً في أعناقكم. إن معاصريّ هؤلاء وإن كانوا لا يعيرون سمعاً لأقوالي، لندعهم وشأنهم، إنني أتكلم معكم عبر أمواج الأثير الممتدة من الوديان السحيقة للماضي -المسمّى بالتاريخ- إلى ذرى مستقبلكم الرفيع. ما حيلتي، لقد استعجلت وشاءت الأقدار أن آتي إلى خضم الحياة في شتائها.. أما أنتم فطوبى لكم، ستأتون إليها في ربيع زاهر كالجنة، إن ما يزرع الآن ويستنبت من بذور النور ستتفتح أزاهيرَ يانعة في أرضكم.. نحن ننتظر منكم لقاء خدماتنا.. أنكم إذا جئتم لتَعبروا إلى سفوح الماضي، عوجوا إلى قبورنا، واغرسوا بعض هدايا ذلك الربيع على قمة القلعة. (أي كما ذكر في الرجاء الثالث عشر من رسالة «الشيوخ» أنه بوفاة مدرسة «خُورْخور» التي هي تحت قلعة «وَانْ» الصلدة والتي هي مدرسة ابتدائية لمدرسة الزهراء، وغلقِ المدارس الشرعية في الأناضول كافة الدال على وفاتها، (7) توفيت جميع المدارس، وكأن قلعة «وان» صارت شاهداً لقبرها العظيم. فيا أيها المُقبلون بعد ثلاثمائة سنة، ازرعوا على قمة هذه القلعة زهرة مدرسة نورية). أي ابنوا جسمَ مدرسة الزهراء التي تعيش روحاً ضمن هيئة واسعة، ولم تُبعث جسما. علما أن سعيدا القديم قد قضى معظم حياته في سبيل تحقيق تلك المدرسة. وقد سجّل حقائق مهمة في مؤلَّفه ذاك سواء في تأسيسها أو في فوائدها.
وإنه لفأل حسن بعد انكسارِ حدّةِ الاستبداد الرهيب «سنة ١٩٥٠» الذي دام خمساً وعشرين سنة، والذي أنهى حياة المدارس الشرعية، قرارُ وزير المعارف «توفيق إيلري» على إنشاء مدرسة الزهراء في «وان» باسم جامعة الشرق، واستصوب رئيسُ الجمهورية «جلال بايار» -من حيث لم يحتسب- قرار الوزير وجعله ضمن قائمة المسائل المهمة. وهذا ما كان يتمناه سعيد قبل أربعين سنة، وسيتحقق بإذن الله.
نبيّن هنا ثلاث حقائق لإيضاح جواب سعيد القديم الذي قاله قبل خمس وأربعين سنة.
Yükleniyor...