بددت الشوقَ لديه إلى السعي والعمل، فأضاع الإنسان عمرَه الثمين سدىً باتباعه هوى المدنية الحاضرة وبسيره وراء سفاهتها ولَهوها.
زد على ذلك فقد ولّدت المدنية في ذلك الإنسان المعوز العاطل أمراضا وأسقاما وعللا، إذ أصبحت وسيلةً، إلى انتشار مئات من الأوبئة والأمراض في أرجاء المعمورة. بثتها في الأوساط بسوء الاستعمال والإسراف.
ففضلا عن هذه العلل الثلاثة التي ولّدتها المدنية وهي الحاجة الماسة والميل إلى السفاهة، وكثرة الأمراض المذكّرة بالموت، فإنه بتفشي الإلحاد وتوغله فيها استيقظت البشرية من غفوتها، وإذا بالمدنية تهددّها باستمرار، بإظهار الموت تجاهها إعداما أبديا، فجرّعتها نوعا من عذاب جهنم في الدنيا.
فإزاء هذه المصيبة الرهيبة النازلة بساحة البشرية يداوي القرآن الكريم تلك الجروح الثلاثة البليغة بصحوةِ تلاميذه الذين يربون على أربعمائة مليون تلميذ وبما يضمه من قوانين مقدسة سماوية مثلما عالج علاجا شافيا أدواء البشرية قبل ألف وثلاثمائة سنة، فإنه مستعد لتضميد تلك الجراحات الغائرة بقوانينه الأساسية السامية.. فضلا عن أنه الكفيل بتحقيق سعادة دنيوية وأخروية للبشرية ما لم تقم على رأسها قيامة مفاجئة.. زد على ذلك فإنه يبين لها أن الموت ما هو إلاّ تسريح من الوظيفة وتذكرةُ ترخيصٍ للدخول إلى عالم النور بدلا من كونه إعداما أبديا.. وأن كفة حسنات الحضارة النابعة منه ستتغلب حتما على سيئات المدنية الحاضرة، بل يجعل المدنية سائرة في ركاب تلك القوانين السماوية، تخدمها وتعينها بدلا مما يحدث إلى الآن من تنازل قسم من الدين لقسم من المدنية. ومن دفع أحكام الدين رشوة في سبيل المدنية. كل ذلك يُفهم من إشارات القرآن المعجز البيان ومن رموزه، فترجو البشرية الصاحية الحاضرة ذلك العلاج القدسي من رحمته تعالى وتتضرع إليه وتطلبه.
الباقي هو الباقي
§سعيد النورسي>
∗ ∗ ∗
زد على ذلك فقد ولّدت المدنية في ذلك الإنسان المعوز العاطل أمراضا وأسقاما وعللا، إذ أصبحت وسيلةً، إلى انتشار مئات من الأوبئة والأمراض في أرجاء المعمورة. بثتها في الأوساط بسوء الاستعمال والإسراف.
ففضلا عن هذه العلل الثلاثة التي ولّدتها المدنية وهي الحاجة الماسة والميل إلى السفاهة، وكثرة الأمراض المذكّرة بالموت، فإنه بتفشي الإلحاد وتوغله فيها استيقظت البشرية من غفوتها، وإذا بالمدنية تهددّها باستمرار، بإظهار الموت تجاهها إعداما أبديا، فجرّعتها نوعا من عذاب جهنم في الدنيا.
فإزاء هذه المصيبة الرهيبة النازلة بساحة البشرية يداوي القرآن الكريم تلك الجروح الثلاثة البليغة بصحوةِ تلاميذه الذين يربون على أربعمائة مليون تلميذ وبما يضمه من قوانين مقدسة سماوية مثلما عالج علاجا شافيا أدواء البشرية قبل ألف وثلاثمائة سنة، فإنه مستعد لتضميد تلك الجراحات الغائرة بقوانينه الأساسية السامية.. فضلا عن أنه الكفيل بتحقيق سعادة دنيوية وأخروية للبشرية ما لم تقم على رأسها قيامة مفاجئة.. زد على ذلك فإنه يبين لها أن الموت ما هو إلاّ تسريح من الوظيفة وتذكرةُ ترخيصٍ للدخول إلى عالم النور بدلا من كونه إعداما أبديا.. وأن كفة حسنات الحضارة النابعة منه ستتغلب حتما على سيئات المدنية الحاضرة، بل يجعل المدنية سائرة في ركاب تلك القوانين السماوية، تخدمها وتعينها بدلا مما يحدث إلى الآن من تنازل قسم من الدين لقسم من المدنية. ومن دفع أحكام الدين رشوة في سبيل المدنية. كل ذلك يُفهم من إشارات القرآن المعجز البيان ومن رموزه، فترجو البشرية الصاحية الحاضرة ذلك العلاج القدسي من رحمته تعالى وتتضرع إليه وتطلبه.
الباقي هو الباقي
§سعيد النورسي>
Yükleniyor...