كذلك الأمر في شجرة الصنوبر أو التين، وأمثالها من أُلوف بدائع صنع الله الحاوية على معجزات قدرته سبحانه، فتراهم يبرزون حبّة البذرة قائلين: إن هذه الأشجار الضخمة قد نشأت من هذه البذور.

وكذلك الأمر في هذا الجهاز الذي جعل الهواءَ المحيط بالكرة الأرضية ميدانَ محاضرة، وحوّل سطحَ الأرض إلى مدرسة وملتقى دروس المعرفة والعرفان. ويتضمن نعما لا حد لها، ينبغي الشكرَ غير المحدود عليها. وهو أنموذج معجّل لإحسانات إلهية، تُنعَم على البشر في حياته الأخروية الأبدية، وهو دليل لا ريب فيه وهدية رحمانية تُغدَق مباشرة من خزينة الرحمة الإلهية. فإطلاق اسم «الراديو» على هذه الهدية المهداة، وإطلاق اسم الكهرباء وموجاتِ الهواء.. إنما هو إسدال ستارِ الكفران على تلك النعم الإلهية التي تربو على مئات الألوف -كما هو في المثال السابق- بل هو بلاهة لا منتهى لها يقترفها الماديون والضالون، بحيث تفضي بهم إلى جناية غير متناهية، تعرّضهم إلى عقاب غير متناه يستحقونه.

فيا إخوتي:

لقد قرأت هذا اليوم -بنية التصحيح -رسالة «المناجاة» التي هي في مستهل مجموعة «سراج النور»، ولكن لما كانت قوةُ حافظتي قد وهنَت وضعفت نهائيا، فقد رأيتُني كأنني أتيت حديثا إلى الدنيا تجاه تلك الحقائق في «المناجاة» رغم أني في الثمانين من العمر، فلم تعُد تلك العاداتُ المعروفة ستارا وحجابا أمام تأملي، لذا قرأت تلك «المناجاة» بشوق كامل، واستفدت منها استفادة عظيمة بفضل الله، ووجدتُها خارقة حقا، وعلمت أن أعداءنا المتسترين يغررون ببعض الموظفين الرسميين في سبيل مصادرة «سراج النور»، محتجين بما في آخره -من بحث الدجال-، إلّا أن قناعتي أن سببَ ذلك هو رسالة «المناجاة» التي في مستهلها، كما كان سببُ هجوم الملحدين على «مرشد الشباب» بحثَ «نكتة توحيدية في لفظ هو».

ثالثا: نبشركم بكياننا كله يا إخوتي: أن الإخلاصَ التام الذي يتحلى به طلابُ النور والوفاءَ الحقيقي الجاد والتساند الذي لا يتزعزع الذي يحملونه يجعل جميع المصائب التي تنزل بنا -من حيث الخدمة الإيمانية- نعما عظيمة.. نعم، إن فتوحات النور تتوسع في الخفاء بما ليس بالحسبان ولا يخطر على خيال أحد.


Yükleniyor...