ونقطةُ استناد هذه الوظيفة والعاملين لها يلزم أن يكون جيوشا تعدادها الملايين.

الوظيفة الثالثة: يسعى السيد المهدي لإقامة الشريعة الإسلامية و تنفيذ أحكام القرآن بعد أن لحق العطبُ بتطبيق كثير من أحكام القرآن، وبعد أن عُطلت القوانين الشرعية بعضَ التعطيل من جراء الانقلابات التي حصلت بمرور الزمن. فيحظى لأداء مهمته الجسيمة هذه بالتأييد المعنوي من جميع المؤمنين، وبمؤازرة الوحدة الإسلامية، وبالتحاق جميع العلماء والأولياء به ولاسيما ملايين الأبطال المضحين من آل البيت الذين يوجدون وبكثرة وقوة في كل عصر من العصور، فيشدّون جميعُهم أزره ويسندون ظهره في سبيل قيامه بهذه الوظيفة العظمى..

ولما كانت حقيقة الأمر هكذا، فإن إنقاذ الإيمان وإرشاد الناس عامة إلى الإيمان إرشادا تحقيقيا بل جعْل إيمان العوام تحقيقيا هو أُولى وظائف السيد المهدى وأرفع مسلك من مسالكه، والذي يقتضي اسم المهدى والمرشد بمعناه وحقيقته، ولأن طلاب النور يرون هذه الوظيفة بتمامها في رسائل النور، تظل الوظيفتان الثانيةُ والثالثة في المرتبة الثانية والثالثة عندهم بالنسبة لهذه الوظيفة الأولى. لذا ينظرون إلى الشخص المعنوي لرسائل النور-وهم محقون- نظرةَ نوعٍ من المهدي، وحيث إنهم يظنون في مؤلِّف رسائل النور -هذا الضعيف- أنه ممثل ذلك الشخص المعنوي الناشئ من تَرابُط طلاب النور، لذا يطلقون أحيانا ذلك الاسم عليه أيضا.

وعلى الرغم من أن هذا التباسٌ وسهو، إلّا أنهم ليسوا مسؤولين عنه، لأن الإفراط في حسن الظن سارٍ منذ القدم ولا يُعترض عليه. وأنا كذلك أنظر إلى حسن الظن المفرط لإخوتي هؤلاء، كأنه دعاء منهم وأُمنية، وأنه ترشّح لكمال عقيدة طلاب النور، فلا أعترض عليهم كثيرا.

يفهم بهذه التحقيقات تأويل ما شاهده بعض الأولياء السالفين في كشفياتهم أن رسائل النور مهديُّ آخر الزمان. بمعنى أن هناك التباساً في نقطتين، فيلزم التأويل:

أولاها: الوظيفتان الأخيرتان (الثانية والثالثة) رغم أنهما ليستا في أهمية الوظيفة الأولى من زاوية الحقيقة، إلّا أن إقامة الحكم الإسلامي في الأرض بجيوش الخلافة المحمدية والوحدة الإسلامية تظهر أوسعَ ألفَ مرة من الوظيفة الأولى عند الناس، ولاسيما لدى العوام منهم


Yükleniyor...