الثلاثة المحرمة والشهور الثلاثة المباركة التي يتصفى فيها الهواء المعنوي بصحوة العالم الإسلامي وتوجُّهِ عموم الناس إلى الله. وبانقضاء تلك الشهور وتوقف ذلك التوجه العام تجد الضلالاتُ الفرصةَ سانحة، للتأثير على إفساد الهواء، تحت مضايقات الشتاء، وانكسار تسلط الحياة الدنيوية والأهواء النفسانية، فيغلب على الإنسان النومُ والنعاس بدلا من الشوق والذوق لدى قراءة مثل هذه الأوراد القدسية في أثناء انحسار الشوق الأخروي لدى أهل الإيمان والإسلام ولاسيما بمجيء الربيع وانكشاف الحياة الدنيوية.

بيد أن الأعمال الصالحة والأمور الأخروية التي ترافقها المشقات والمصائب والمضايقات -رغم فقدها للأذواق- هي أسمى وأجزل ثوابا، حسب مضمونِ «خير الأمور أحمزها» (17) لذا ينبغي للإنسان الشكر مسرورا ومتجملا بالصبر لأمله في زيادة الثواب من خلال ذلك الضيق والمشقات.

الخامس: يبرر أحد طلاب النور عدمَ سعيه لرسائل النور لازدياد هموم العيش.

فقلنا له: لأنك لا تسعى لرسائل النور ازدادت عليك همومُ العيش. لأن كل طالب في هذه المناطق يعترف -وأنا كذلك أعترف- أنه كلما سعينا لرسائل النور وجدنا السهولة في الحياة والانشراح في القلب واليسر في المعيشة.

السادس: هو هذا السعيد الضعيف. إن ما ينشرح له كل الناس ويرغبون به ويطلبونه من الاحترام والتوقير والمحبة والمجالسة -خارج نطاق رسائل النور- ثقيل عليّ وأتألم منه ويولِد فيّ الإزعاج.

وأظن أن المزايا الرفيعة لرسائل النور والخصال الراقية جدا لشخص طلابها المعنوي لو وضعت -تلك المعاني الضخمة كالجبال- على كاهلِ شخص ضعيف عاجز مثلي قد بالغ في سلوك طريق العجز، فإنه ينسحق تحتها وينقبض من تلك الأمور.. هكذا فهمتُ.

§الراجي دعواتكم والمشتاق إليكم>

§أخوكم>

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...