بيد أن الأعمال الصالحة والأمور الأخروية التي ترافقها المشقات والمصائب والمضايقات -رغم فقدها للأذواق- هي أسمى وأجزل ثوابا، حسب مضمونِ «خير الأمور أحمزها» (17) لذا ينبغي للإنسان الشكر مسرورا ومتجملا بالصبر لأمله في زيادة الثواب من خلال ذلك الضيق والمشقات.
الخامس: يبرر أحد طلاب النور عدمَ سعيه لرسائل النور لازدياد هموم العيش.
فقلنا له: لأنك لا تسعى لرسائل النور ازدادت عليك همومُ العيش. لأن كل طالب في هذه المناطق يعترف -وأنا كذلك أعترف- أنه كلما سعينا لرسائل النور وجدنا السهولة في الحياة والانشراح في القلب واليسر في المعيشة.
السادس: هو هذا السعيد الضعيف. إن ما ينشرح له كل الناس ويرغبون به ويطلبونه من الاحترام والتوقير والمحبة والمجالسة -خارج نطاق رسائل النور- ثقيل عليّ وأتألم منه ويولِد فيّ الإزعاج.
وأظن أن المزايا الرفيعة لرسائل النور والخصال الراقية جدا لشخص طلابها المعنوي لو وضعت -تلك المعاني الضخمة كالجبال- على كاهلِ شخص ضعيف عاجز مثلي قد بالغ في سلوك طريق العجز، فإنه ينسحق تحتها وينقبض من تلك الأمور.. هكذا فهمتُ.
الراجي دعواتكم والمشتاق إليكم
أخوكم
سعيد النورسي
Yükleniyor...