الذين يستمعون إلى ذلك الدرس ليسوا من البشر فقط، بل لله سبحانه وتعالى مخلوقاتٌ ذوات شعور كثيرةٌ تتلذذ كثيرا من استماع الحقائق الإيمانية، فلكم إذن أصدقاء كثيرون ومستمعون كثيرون من هذا النوع.

وكذا فإن المجالسة الإيمانية المتسمة بالتفكر على هذا النمط، زينة وبهجة لسطح الأرض ومدارُ شرفٍ لها، ولقد قال أحدهم إشارة لهذا:

آسمان رشك بردبهر زمين كه دارد

يك دوكس يك دو نفس بهر خدا بر نشينند

بمعنى أن السماوات تغبط الأرض لما فيها من شخصين يجلسان أنفاسا معدودة -أي لدقيقتين- مجالسة خالصة لوجه الله، في ذكر وتفكر. فيبين كلٌّ منهما للآخر الآثار الجميلة لرحمة ربه الجليل وصنعته المزينة الحكيمة فيحب ربه ويحببه، ويفكر في آثاره ويحمل الآخر على التفكير.

ثم إن العلم قسمان: نوع منه يكفي العلمُ به ومعرفته والتفكر فيه مرة أو مرتين.. والآخر: كالخبز والماء؛ يحتاجه الإنسان ويفكر فيه كلَّ وقت. فلا يمكنه أن يقول: لقد فهمته وكفى. فالعلوم الإيمانية من هذا القسم، و«الكلمات» التي في أيديكم من هذا القسم -على الأكثر- إن شاء الله..

∗ ∗ ∗


Yükleniyor...