لو لم أكن في حالة شديدة من المرض لكنت أكتب جوابا مفصلا لهؤلاء الإخوة الفاضلين الطيبين، إلّا أن حالتي الصحية المتردّية لا تسمح لي بذلك. فاكتبوا في غاية الاختصار، في بضع نقاط، جوابا لأولئك الإخوة المخلصين البررة ولرفقائي في خدمة القرآن:
أولا: في الوقت الذي يلزم لصد هجوم زندقة رهيبة تُغير منذ أربعين سنة، فدائيون يضحّون بكل ما لديهم، قررتُ أن أضحي لحقيقة القرآن الكريم لا بسعادتي الدنيوية وحدها، بل -حتى إذا استدعى الأمر- بسعادتي الأخروية كذلك، فلأجل أن أتمكن من القيام بخدمة القرآن على وجهها الصحيح بإخلاص حقيقي ما كان لي بد من ترك زواج الدنيا الوقتي -مع علمي بأنه سنة نبوية- بل لو وُهب لي عشر من الحور العين في هذه الدنيا، لوجدت نفسي مضطراً إلى التخلي عنهن جميعاً، من أجل تلك الحقيقة، حقيقة القرآن. لأن هذه المنظمات الملحدة الرهيبة تشن هجمات عنيفة، وتدبر مكايد خبيثة، فلا بد لصدها من منتهى التضحية وغاية الفداء، وجَعْلِ جميع الأعمال في سبيل نشر الدين خالصة لوجه الله وحده، من دون أن تكون وسيلة لشيء مهما كان.
ولقد أفتى علماء منكوبون وأناس أتقياء لصالح البدع، أو ظهروا بمظهر المُوالين لها، من جراء همومِ عيشِ أولادهم وأهليهم، لذا يقتضي منتهى التضحية والفداء، ومنتهى الثبات والصلابة وغاية الاستغناء عن الناس، وعن كل شيء، تجاه الهجوم المرعب العنيف على الدين، ولا سيما بعد إلغاء دروس الدين في المدارس وتبديلِ الأذان الشرعي ومنع الحجاب بقوة القانون؛ لذا تركت عادة الزواج الذي أعلم أنها سنة نبوية لئلا ألج في محرمات كثيرة، ولكي أتمكن من القيام بكثير من الواجبات وأداء الفرائض. إذ لا يمكن أن تُقترف محرماتٌ كثيرة لأجل أداء سنة واحدة. فلقد وَجَد علماء أدوا تلك السنة النبوية أنفسَهم مضطرين إلى الدخول في عشر كبائر ومحرمات وتركِ قسم من السنن والفرائض، في غضون هذه السنوات الأربعين.
ثانيا: إن الآية الكريمة: ﹛﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ ﴾|﹜ (النساء:٣) والحديث الشريف «تَناكحُوا تَكثُروا..» (18) وأمثالهما من الأوامر، ليست أوامر وجوبية ودائمية، بل استحبابية مسنونة، فضلا عن أنها موقوفة بشروط لا بد من توافرها، وقد يتعذر توافرها للجميع وفي
أولا: في الوقت الذي يلزم لصد هجوم زندقة رهيبة تُغير منذ أربعين سنة، فدائيون يضحّون بكل ما لديهم، قررتُ أن أضحي لحقيقة القرآن الكريم لا بسعادتي الدنيوية وحدها، بل -حتى إذا استدعى الأمر- بسعادتي الأخروية كذلك، فلأجل أن أتمكن من القيام بخدمة القرآن على وجهها الصحيح بإخلاص حقيقي ما كان لي بد من ترك زواج الدنيا الوقتي -مع علمي بأنه سنة نبوية- بل لو وُهب لي عشر من الحور العين في هذه الدنيا، لوجدت نفسي مضطراً إلى التخلي عنهن جميعاً، من أجل تلك الحقيقة، حقيقة القرآن. لأن هذه المنظمات الملحدة الرهيبة تشن هجمات عنيفة، وتدبر مكايد خبيثة، فلا بد لصدها من منتهى التضحية وغاية الفداء، وجَعْلِ جميع الأعمال في سبيل نشر الدين خالصة لوجه الله وحده، من دون أن تكون وسيلة لشيء مهما كان.
ولقد أفتى علماء منكوبون وأناس أتقياء لصالح البدع، أو ظهروا بمظهر المُوالين لها، من جراء همومِ عيشِ أولادهم وأهليهم، لذا يقتضي منتهى التضحية والفداء، ومنتهى الثبات والصلابة وغاية الاستغناء عن الناس، وعن كل شيء، تجاه الهجوم المرعب العنيف على الدين، ولا سيما بعد إلغاء دروس الدين في المدارس وتبديلِ الأذان الشرعي ومنع الحجاب بقوة القانون؛ لذا تركت عادة الزواج الذي أعلم أنها سنة نبوية لئلا ألج في محرمات كثيرة، ولكي أتمكن من القيام بكثير من الواجبات وأداء الفرائض. إذ لا يمكن أن تُقترف محرماتٌ كثيرة لأجل أداء سنة واحدة. فلقد وَجَد علماء أدوا تلك السنة النبوية أنفسَهم مضطرين إلى الدخول في عشر كبائر ومحرمات وتركِ قسم من السنن والفرائض، في غضون هذه السنوات الأربعين.
ثانيا: إن الآية الكريمة: ﹛﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ ﴾|﹜ (النساء:٣) والحديث الشريف «تَناكحُوا تَكثُروا..» (18) وأمثالهما من الأوامر، ليست أوامر وجوبية ودائمية، بل استحبابية مسنونة، فضلا عن أنها موقوفة بشروط لا بد من توافرها، وقد يتعذر توافرها للجميع وفي
Yükleniyor...