العدالة الحقة والاتحاد والأخوة. فإطلاق الرجعية على أهل الإيمان الذين يحققون العدل والأخوة، واتهامُهم بذلك يشبه تفضيلَ ظلمِ «يزيد» الملعون على عدالة «عمر بن الخطاب رضي الله عنه» وكترجيح محاكم التفتيش على عدالة القرآن الكريم العظيمة.

لذا ينبغي لأهل السياسة الذين يسعَون للحفاظ على سلامة هذه البلاد ولحكومتها الإسلامية أن يأخذوا هذه الحقيقة بنظر الاعتبار. وبخلافه فإن التيارات المعارِضة للحكومة وإصرارَها على المعارضة تنهك القوى، فلا تكفي تلك القوةُ الضعيفة لضمان مصالح البلاد وإرساء النظام، ولا تحافظ على كيانها ولو بالاستبداد.

وما هذا إلّا فسحُ المجال لبذر بذور الثورة الفرنسية في هذه البلاد. و هذا مما يستحق القلق عليه.

مادامت تُعطي رشاوى من التنازلات المعنوية لأجل إقرار السياسة الأجنبية مقابل ما يقدمونه من مساعدات تافهة موقتة، بسبب ما نعانيه من الضعف الناشئ من الاختلاف، حتى غدت اللامبالاة تهيمن على أخوّة أربعمائة مليون من المسلمين وعدم الاكتراث بمسلك مليار من الأسلاف العظام، بل رأوا أنفسهم مضطرين إلى دفع مَبالغ ضخمة كمرتّبات للموظفين لأجل عدم الإضرار بإدارة الدولة ونظام البلاد من دون مراعاة لما يعانيه الناس من فقر مدقع.

إن ما يعطيه أربابُ السياسة الحاليون في هذه البلاد من رشاوى إلى الغرب وإلى الأجانب ومن تنازلات سياسية و معنوية، عليهم أن يعطوا عشرة أمثالها بل ينبغي لهم أن يدفعوها لأجل إقرار أخوة أربعمائة مليون من المسلمين والتي ستتشكل على صورة جمهوريات إسلامية متحدة. وذلك لأجل سلامة هذه البلاد والحفاظ على كيان هذه الأمة، وسوف يكون ذلك هدية ضرورية وأتاوة لا ضرر فيها.

فتلك الرشوة الواجبة، الجائزة النافعة جدا بل الضرورية المقبولة هي اتخاذ الدساتير المقدسة منهجا للعمل، تلك الدساتير التي هي أساس التعاون الإسلامي وهي هدايا سماوية من القرآن الكريم توثِق الرابطة بين المسلمين بل هي قانونهم المقدس الأساس وهي: ﹛﴿ اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ ﴾|﹜ (الحجرات:١٠)، ﹛﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَم۪يعًا ﴾|﹜ (آل عمران:١٠٣)، ﹛﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا ﴾|﹜ (الأنفال:٤٦).


Yükleniyor...