ولقد قرر مدراء السجون في عدة ولايات: سنجعل السجون مدارس نورية، لإصلاح المساجين كما صلُحوا في سجن «دنيزلي» و «أفيوُن».

ثالثا: إن أخانا «برهان» عليه رحمة الله، هو من أبطال رسائل النور الأميين. فأعزّي أقاربه وإسبارطة وطلاب مدرسة الزهراء بوفاته. وقد سمعت الخبر قبل ستة أيام تقريبا. ودعوت له في هذه الأيام ألف مرة، حيث كنت أذكره في دعواتي و في وردي: أجرنا من النار.. ما يقرب من أربعمائة مرة. وأهدي ثوابه كله إلى «برهان».

رابعا: لقد باشرتْ رسائلُ النور بفضل الله بإنارة المدارس الحديثة، إذ جَلبت طلابَها إلى صفوف طلاب رسائل النور وجعلَتهم ناشرين ومالكين لها أكثرَ من طلاب المدارس الشرعية الذين سيكونون بإذن الله طلابا لرسائل النور أيضا وبالتدريج، حيث إن رسائلَ النور بضاعتُهم الحقيقية وحصيلة مدارسهم. وقد بدأتْ تباشير الرغبة والشوق إلى الرسائل لدى كثير من المفتين والعلماء. فيلزم لأهل التكايا أيضا وهم أهل الطرق الصوفية أن ينوروا تلك الرسائل.

لقد كنت أقول: إن هذا الزمان ليس زمان الطريقة، فالبدَع تحُول دون ذلك، مفكرا في حقائق الإيمان وحدها. ولكن الزمان أظهر أنه يلزم لكل صاحب طريقة -بل الألزم له- أن يدخل دائرة رسائل النور التي هي أوسع الطرق وتضم خلاصةَ الطرق الاثنتي عشرة المهمةِ ضمن دائرة السنة النبوية الشريفة. حيث إن الذي غرق في الخطايا والذنوب من أهل الطريقة لا يلج في الإلحاد بسهولة ولا يقهر قلبه. ولهذا فهم لا يتزعزعون أبدا. فيمكنهم إذن أن يكونوا طلاب رسائل النور حقا، بشرط ألّا يدخلوا -حسب المستطاع- في البدع ولا يرتكبوا الآثام التي تَحُول دون التقوى وتجرحها.

خامسا: إن أخطر شيء في هذا الزمان هو الإلحاد والزندقة والفوضى والإرهاب. وليس تجاه هذه المخاطر إلّا الاعتصام بحقائق القرآن. وبخلاف ذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن تُجَابَه هذه المصيبةُ البشرية التي دفعت الصين إلى أحضان الشيوعية في زمن قصير، ولا يمكن إسكاتها بالقوى السياسية والمادية. فليس إلّا الحقائق القرآنية التي تستطيع أن تدفع تلك المصيبة.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...