لأداء تلك الوظيفة الفطرية، وهي اللذة. فالرجل ربما يتحمل مشاقّ ساعة لأجل تلك اللذة التي تدوم عشر دقائق -إن كانت مشروعة- بينما المرأة، تحمل في بطنها الطفل حوالي عشرة أشهر، مقابل تلك المتعة التي تدوم عشر دقائق، فضلا عما تتحمل من مشقات طوال عشر سنوات من أجل طفلها. بمعنى أن تلك اللذة التي تدوم عشر دقائق تزيل أهميةَ ذلك الميل الفطري، حيث تسوق إلى هذه المصاعب الكثيرة والمتاعب المستمرة.

فيجب إذن ألّا تدفع المرأةَ إلى الزواج أحاسيسُها ودوافعُها النفسية وميلُها الفطري.

السبب الثاني:

إن المرأة محتاجة فطرةً إلى من يعينها في أمور العيش، لضعف في خلقتها. فمن الأَولى لها أن تسعى لكسب نفقتها بنفسها -كما هي الحال لدى نساء القرى- وذلك أفضل لها بعشرات المرات من أن تدفعها تلك الحاجة إلى الرضوخ لسيطرة زوج نشأ على تربية غير إسلامية -كما في أيامنا الحاضرة- واعتاد على الإكراه والفساد، وربما تحاول الزوجة كسبَ رضاه بالتصنع وبالإخلال بعبادتها وأخلاقها التي هي مدار حياتها الدنيوية والأخروية. كل ذلك لأجل تلك المعيشة البسيطة الزهيدة.

وحيث إن الخالق الرحيم والرزاق الكريم يرسل لهن رزقهن مثلما يرسل رزق الصغار من الأثداء، فليس من شأن طالبة النور إذن البحثُ عن زوج تاركٍ للصلاة، فاقدٍ للأخلاق، والرضوخُ له من التصنع لأجل ذلك الرزق.

الثالث:

إن في فطرة المرأة حبَّ الأولاد وملاطفتهم، والذي يقوي هذا الميل الفطري ويسوق إلى الزواج هو خدمة الولد لها في الدنيا، وشفاعته لها يوم القيامة، وإرساله الحسنات إليها بعد وفاتها. إلاّ أن التربية الأوروبية التي حلت محل التربية الإسلامية في الوقت الحاضر، تجعل واحدا أو اثنين من كل عشرة أبناءٍ ابنا بارا بوالدته، ويسجّل حسنات في صحيفة أعمالها بأدعيته الطيبة وأعمال البرّ، ويشفع لها -إن كان صالحا- يوم القيامة، فيكافئ -حقا- شفقةَ والدته، بينما الثمانية الباقية من العشرة يُهملون هذه الحالة.

Yükleniyor...