أبواب تلك الفتن فقالوا: «من محاسن الشريعة سدّ أبواب الفتن»: وقد طهّر الله أيدينا فنطهر ألسنتنا. (13) لأنه: إن كان هناك بضعة أفراد يستحقون الاعتراض عليهم، إلّا أن هذه النزعة، نزعةَ الانحياز إلى جهة يسوق إلى الاعتراض على أجلّاء الصحابة الكرام ممن هم من العشرة المبشرين بالجنة كالطلحة والزبير رضي الله عنهم وحتى على قسم من أهل البيت ممن هم في الصف المعارض، فينتبه لدى المعترض عِرقُ العداوة والذم تجاههم. لهذا فأهل السنة يرجحون سد أبواب الفتن.

حتى إن سعد الدين التفتازاني وهو من أئمة علم الكلام وأهل السنة الذي جوّز تلعين يزيد والوليد وتضليلَهما، قد انبرى له السيد الشريف الجرجاني وهو من أجلّة علماء أهل السنة قائلا:

«مع أن يزيد والوليد فاجران وظالمان غدّاران إلّا أن العلم بأنهما قد رحلا إلى الآخرة على غير الإيمان من أمور الغيب. ولأن هذا غيب ولا يُعلم علما قاطعا بأنهم قد تركوا الدنيا على غير الإيمان وليس لنا دليل قطعي ولا نص جازم على ذلك، وهناك احتمال التوبة وذهابِهما من الدنيا على الإيمان، فلأجل هذا لا تجوز اللعنة بمثل هذا التخصيص والتلعين الشخصي، وإنما تجوز اللعنة إذا كانت عامة كأن يقول: لعنة الله على الظالمين والمنافقين. وإلّا فلا ضرورة لغير هذا النوع من اللعنة ولا لزوم لها بل لها ضرر»...

وهكذا ردّ على سعد الدين التفتازاني.

هذا وإن سبب عدم إجابتي لرسائلك العلمية الدقيقة جوابا مفصلا والاقتصار على هذا القدر المستعجل، هو مرضي الشديد ومشاغلي المهمة.

الباقي هو الباقي

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


Yükleniyor...