مع رسالتكم «الكلمة العاشرة» التي ترشد إلى الخير والسداد. وذلك بوساطة السيد تحسين. فأقدم لكم جزيل شكري وامتناني.
وعلى الرغم من أنني نادم على مفارقتي لكم -خلافا لأمركم- ومستحقٌ لعتابكم عليّ، فإن هذا الأمر كان مقدّرا إذن، ولعل فيما حدث خيرا لنا. وما حدث إلّا بإرادة الله وأمره..
وبناء على هذا فإنني بدافع الجهل اقترفتُ ذنبا وقصّرت تقصيرا، وقد عوقبتُ من جرائه، ولكن بإذن الله لن أعاقَب بعد اليوم. فأرجو عفوَكم راجيا دعواتكم.
عمي العزيز!
أبيّن لكم أيضا هذا؛ إنه بفضل رعايتكم وغيرتكم وهمتكم صُنت نفسي عن كل ما يمسّ آخرتي بسوءٍ ويضرها من أعمال وأفعال. وما أزالُ كذلك بفضل الله. ومع أنني لاقيتُ كثيرا من ويلات الدنيا التافهة، وتجرّعت غصصها، وشاهدت كثيرا من ملذاتها وأفراحها أيضا، وأمضيتُها كلها.. ولكني رغم كل ذلك ما نسيتُ قطعا -وفي أي وقت كان- أن كل هذا هباءٌ في هباء. وأن لذائذ الدنيا كلّها وأفراحها التي ليست لله عاقبتُها وخيمةٌ، وهي الذل والعذاب الشديد. بينما متاعبُ هذه الدنيا التي يعانيها المرء في سبيل الله إنفاذا لأوامره الجليلة تفضي إلى لذائذ وأثوبة دائمة.
ولما كنت أعتقد الأمر على هذه الصورة فقد استطعت بفضل الله أن أصون نفسي من المفاسد؛ فهذا الشعور وهذه التربية إنما ترسختا في كياني وذهني وخيالى بفضل ما بذلتموه فيّ من جهد. ولكوني أعرف الحقيقة هكذا فإني صابر محتسب لله تجاه كل ما أقاسيه وأكابده.
والآن يا عمي العزيز، ويا أستاذي القدير!
إن مجاهدة نفسي الأمارة بالسوء، وعدم الانصياع لرغباتها المؤلمة العاقبة اضطرتني إلى الزواج. فأنا الآن في راحة من جميع النواحي بفضل الله وكرمه ولطفه ورحمته تعالى عليّ. حيث لا أختلط مع الآخرين لئلا أسمع المكروه، ولئلا تتسرب فيّ خصالٌ فاسدة، لذا أقضي أوقاتي بعد الدوام الرسمي في البيت شاكرا لله تعالى.
وبعد، فيا عمي العزيز! إن أستاذي العظيم ومرشدي الأكبر هو ما أستشعره وأتحسسه
وعلى الرغم من أنني نادم على مفارقتي لكم -خلافا لأمركم- ومستحقٌ لعتابكم عليّ، فإن هذا الأمر كان مقدّرا إذن، ولعل فيما حدث خيرا لنا. وما حدث إلّا بإرادة الله وأمره..
وبناء على هذا فإنني بدافع الجهل اقترفتُ ذنبا وقصّرت تقصيرا، وقد عوقبتُ من جرائه، ولكن بإذن الله لن أعاقَب بعد اليوم. فأرجو عفوَكم راجيا دعواتكم.
عمي العزيز!
أبيّن لكم أيضا هذا؛ إنه بفضل رعايتكم وغيرتكم وهمتكم صُنت نفسي عن كل ما يمسّ آخرتي بسوءٍ ويضرها من أعمال وأفعال. وما أزالُ كذلك بفضل الله. ومع أنني لاقيتُ كثيرا من ويلات الدنيا التافهة، وتجرّعت غصصها، وشاهدت كثيرا من ملذاتها وأفراحها أيضا، وأمضيتُها كلها.. ولكني رغم كل ذلك ما نسيتُ قطعا -وفي أي وقت كان- أن كل هذا هباءٌ في هباء. وأن لذائذ الدنيا كلّها وأفراحها التي ليست لله عاقبتُها وخيمةٌ، وهي الذل والعذاب الشديد. بينما متاعبُ هذه الدنيا التي يعانيها المرء في سبيل الله إنفاذا لأوامره الجليلة تفضي إلى لذائذ وأثوبة دائمة.
ولما كنت أعتقد الأمر على هذه الصورة فقد استطعت بفضل الله أن أصون نفسي من المفاسد؛ فهذا الشعور وهذه التربية إنما ترسختا في كياني وذهني وخيالى بفضل ما بذلتموه فيّ من جهد. ولكوني أعرف الحقيقة هكذا فإني صابر محتسب لله تجاه كل ما أقاسيه وأكابده.
والآن يا عمي العزيز، ويا أستاذي القدير!
إن مجاهدة نفسي الأمارة بالسوء، وعدم الانصياع لرغباتها المؤلمة العاقبة اضطرتني إلى الزواج. فأنا الآن في راحة من جميع النواحي بفضل الله وكرمه ولطفه ورحمته تعالى عليّ. حيث لا أختلط مع الآخرين لئلا أسمع المكروه، ولئلا تتسرب فيّ خصالٌ فاسدة، لذا أقضي أوقاتي بعد الدوام الرسمي في البيت شاكرا لله تعالى.
وبعد، فيا عمي العزيز! إن أستاذي العظيم ومرشدي الأكبر هو ما أستشعره وأتحسسه
Yükleniyor...