والآن قد بلغ السيل الزبى، فلا تحملوني على النظر إلى الدنيا وأنا على شفير القبر.
ثم إنكم لكونكم تشغلون منصب مدير الأمن العام ينبغي لكم أن تتعاطفوا مع خدماتي. لأنه كما ثبت في المحاكم، أن دروس رسائل النور، عندما تتطلّع على الدنيا، فإنها تُرشد طلابها إلى الحفاظ على النظام بكل ما أوتوا من قوة والحيلولةِ دون تَسَرُّب فسادِ الثورات والفوضى فيه، والدليل على أنهم في حكم ضباطِ أمن معنويين قد أدركه ضباطِ الأمن في ثلاث ولايات.
ولقد علمتُ في الآونة الأخيرة أن كثرة تخويف الموظفين الناسَ من مقابلتي، إنما كان للتهوين من إقبال الناس عليّ وتوجههم نحوي، بما هو فوق حدّي بكثير، وبما لا أستحقه من مقام. فأنا أبين لكم بيانا قاطعا، مثلما كتبتُه لإخوتي الخواص في مكاتيب خاصة: أنني لا أقبل توجّه الناس لشخصي وإقبالَهم عليّ وأرفُضه رفضا باتا، وذلك لمنافاته مسلكنا وإخلاصنا. حتى إنني جرحتُ شعور كثير من إخوتي الخواص في هذه الناحية. إلّا أنني كتبتُ -في المؤلفات- الإخباراتِ المستقبليةَ التي قبلتُها للأفاضل الذين بيّنوا قدر رسائل النور وأهميتها، والتي هي تفسّر القرآن الحكيم تفسيرا حقيقيا. وأثبتُّ أنني خادم بسيط ليس إلّا. ولو افتُرض -فرضا محالا- أنني مِلتُ إلى هذا الإقبال من الناس، فإن هذا التوجّه سيخدم استتباب النظام، وستصيبكم فائدته أيضا كما تصيب أمثالكم من المسؤولين عن النظام.
فما دام الموت لا يُقتل، فهو إذن مسألة جليلة أعظم من الحياة نفسها. بينما تسعون بالمائة من الناس يسعون للحصول على السلامة في هذه الحياة، أما نحن طلابَ رسائل النور، فنجاهد الهجمة القوية للموت التي ستصيب كلَّ أحد من الناس. فلله الحمد والمنة فقد استطاعت رسائل النور حتى الآن تحويل الإعدام الأبدي للموت لمئات الألوف من الناس، إلى تذكرةِ تسريحٍ. ونستطيع إبراز مئات الألوف من الشاهدين على ذلك.
فبينما ينبغي لكم ولأمثالكم من محبي الأمة والوطن أن يشجعونا ويحثونا -من زاوية هذه الحقيقة- فإنّ وَضْعَنا تحت الاتهامات جريا وراء الأوهام والشبهات، ومن ثم إزعاجنا بالترصد والمراقبة المستديمة، كم هو بعيدٌ عن الإنصاف والحمية.. هذا ما نحيله إلى إنصافكم.
§سعيد النورسي>
§المسجون في السجن المنفرد بصورة غير رسمية>
ثم إنكم لكونكم تشغلون منصب مدير الأمن العام ينبغي لكم أن تتعاطفوا مع خدماتي. لأنه كما ثبت في المحاكم، أن دروس رسائل النور، عندما تتطلّع على الدنيا، فإنها تُرشد طلابها إلى الحفاظ على النظام بكل ما أوتوا من قوة والحيلولةِ دون تَسَرُّب فسادِ الثورات والفوضى فيه، والدليل على أنهم في حكم ضباطِ أمن معنويين قد أدركه ضباطِ الأمن في ثلاث ولايات.
ولقد علمتُ في الآونة الأخيرة أن كثرة تخويف الموظفين الناسَ من مقابلتي، إنما كان للتهوين من إقبال الناس عليّ وتوجههم نحوي، بما هو فوق حدّي بكثير، وبما لا أستحقه من مقام. فأنا أبين لكم بيانا قاطعا، مثلما كتبتُه لإخوتي الخواص في مكاتيب خاصة: أنني لا أقبل توجّه الناس لشخصي وإقبالَهم عليّ وأرفُضه رفضا باتا، وذلك لمنافاته مسلكنا وإخلاصنا. حتى إنني جرحتُ شعور كثير من إخوتي الخواص في هذه الناحية. إلّا أنني كتبتُ -في المؤلفات- الإخباراتِ المستقبليةَ التي قبلتُها للأفاضل الذين بيّنوا قدر رسائل النور وأهميتها، والتي هي تفسّر القرآن الحكيم تفسيرا حقيقيا. وأثبتُّ أنني خادم بسيط ليس إلّا. ولو افتُرض -فرضا محالا- أنني مِلتُ إلى هذا الإقبال من الناس، فإن هذا التوجّه سيخدم استتباب النظام، وستصيبكم فائدته أيضا كما تصيب أمثالكم من المسؤولين عن النظام.
فما دام الموت لا يُقتل، فهو إذن مسألة جليلة أعظم من الحياة نفسها. بينما تسعون بالمائة من الناس يسعون للحصول على السلامة في هذه الحياة، أما نحن طلابَ رسائل النور، فنجاهد الهجمة القوية للموت التي ستصيب كلَّ أحد من الناس. فلله الحمد والمنة فقد استطاعت رسائل النور حتى الآن تحويل الإعدام الأبدي للموت لمئات الألوف من الناس، إلى تذكرةِ تسريحٍ. ونستطيع إبراز مئات الألوف من الشاهدين على ذلك.
فبينما ينبغي لكم ولأمثالكم من محبي الأمة والوطن أن يشجعونا ويحثونا -من زاوية هذه الحقيقة- فإنّ وَضْعَنا تحت الاتهامات جريا وراء الأوهام والشبهات، ومن ثم إزعاجنا بالترصد والمراقبة المستديمة، كم هو بعيدٌ عن الإنصاف والحمية.. هذا ما نحيله إلى إنصافكم.
§سعيد النورسي>
§المسجون في السجن المنفرد بصورة غير رسمية>
Yükleniyor...