نعم، إن المظالم والذنوب التي تُرتكب في هذا الزمان لا تدع مجالا لطلب الرحمة من الله. وحتى الحيوانات الأبرياء تتأذى من جرائها.

النقطة الثالثة: تقول الآية الكريمة: ﹛﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُص۪يبَنَّ الَّذ۪ينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَٓاصَّةً ﴾|﹜ (الأنفال:٢٥) إذ لو نجا الأبرياءُ من مهالك المصيبة العامة نجاةً خارقة، لفسدت حكمةُ الدين الذي هو امتحان واختبار. وعند ذلك يصدّق الفاسدون -كأبي جهل- تصديق أبى بكر الصديق رضي الله عنه. ولأجل هذا يقاسي الأبرياءُ أيضا البلايا في المصيبة العامة.

النقطة الرابعة: إنه لِكثرة اختلاط الحرام في الأموال والأرزاق بسبب تفشي الحيل والغش والرشوة.. يُسلب الناسُ حقَّ الترحّم عليهم، بسبب الظلم أو عدم الشكر أو خلط الحرام بأموالهم.

النقطة الخامسة: إن رسائل النور في الأناضول وسيلةٌ مهمة لدفع البلايا، إذ كما تَدفع الصدقةُ البلاءَ، (3) فإن نشر رسائل النور وقراءتها صدقةٌ كلية ووسيلةٌ لدفع بلايا سماوية وأرضية. وقد تبين ذلك بأمارات كثيرة ووقائع كثيرة، بل تحقق ذلك بإشارات من القرآن الكريم.

النقطة السادسة: إن انقطاع المطر مصيبةٌ وبلاء، وجزاءُ عمل، فينبغي مقابلة هذا بالالتجاء إلى الله تعالى والدعاء مع العبودية الخالصة في حالةٍ من بكاء وانكسار قلب، وحزنٍ وتضرّع كامل، وندامة جادة، وتوبة نصوح، واستغفار من كل الذنوب، وأن يجري ذلك كله ضمن دائرة السنة النبوية ومن دون تدخّل البدع، وعلى الصورة التي تعيّنه الشريعة.

فأمثال هذه المصائب العامة -لكونها آتية من ذنوب معظم الناس- تندفع بقيام القسم الأعظم منهم بالتوبة والندامة والاستغفار.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...