الأنموذج الثاني: إن ترويع الناس من شخصي الضيف، الضعيف، الغريب، الشيخ، الذي برّأته المحاكمُ، بل حتى ترويع من يعينه في أموره الشخصية بإطلاق دعايات مغرضة، بصورة رسمية، ومن ثم إقحامي في وضع مؤلم، لا يليق بالغيرة القومية لحكومة هذه الولاية.

نعم، إن إطلاق الدعايات المغرضة وإلقاء الرعب في قلوب الناس، وجعل ضرر موهوم لا يساوي شيئا كأنه ضرر جسيم، والاستفسار الدائم: مع من يلتقي؟. من يأتيه؟... وأمثالها... لاشك أن حكمة الحكومة وحاكميتها لا ينبغي أن تتنازلا إلى هذه الحالة العجيبة... وعلى كل حال هناك مواد كثيرة تورث الحيرة لدى المطلعين عليها، كهذين الأنموذجين.

أيها السادة!

إنّ دفع الضلالة والفساد سهل ويسير إن كانت آتية من الجهل، بينما إزالتها عسير جدا إن كانت آتية من العلم.

ففي هذا الزمان تأتي الضلالة من العلم، لذا لا يمكن إزالتها وإنقاذُ من تردّى فيها من الجيل المقبل إلّا بأن يكون لديهم مؤلف كامل كرسائل النور. والدليل على أن رسائل النور لها هذه القيمة هو:

أنه لم يعارض رسائلَ النور -منذ عشرين سنة- أحدٌ من معارضيّ الأشداء الكثيرين ولا أحد من الفلاسفة المتعنتين ولم يستطيعوا -ولا يستطيعون- جرحها.. وكذا عدم عثور ثلاث دوائر عدلية والخبراء في مركز الحكومة على مادة تديننا بعد التحري في مائة كتاب طوال تسعة أشهر... وكذا إيراثها القناعة التامة لألوف المدققين من طلابها.

نعم، إن عدم عثور محكمتين ومركزِ الحكومة وضباطِ أمن لبضع ولايات ومحكمةِ دنيزلي على أية مادة توجب العقاب وتلحق الضرر بالأمة والوطن في جميع الرسائل الخاصة والعامة منذ عشر سنوات يثبت أن لرسائل النور حقوقا عظيمة وكلية شاملة في هذا الوطن..

وحيث إن واجب دوائر العدل هو الحفاظ على الحقوق ومنعُ المتعدين من التجاوز، فإن إهمال هذه الحقوق المهمة ومصادرةَ الرسائل كأنها أوراق اعتيادية، والإجحاف بحق الأمة والمحتاجين إلى إنقاذ الإيمان، مع وجوب الأخذ بنظر الاعتبار حقَّ شخص اعتيادي باهتمام...


Yükleniyor...