فإما أنه يشتت عقلَه ويصبح أبلها -روحا ومعنى- وإما أنه يشتت قلبَه فيكون ملحدا روحا ومعنىً، وإما أنه يشتت فكره فيغدو أجنبيا روحا ومعنى.
نعم، إني شاهدت رجلا من العوام صاحب تقوى ودين -وآخر ينتسب إلى العلم- قد حزن حزنا شديدا لحد البكاء لانهزام كافرٍ عدوٍ للإسلام منذ القدم، وذلك لكثرة اهتمامه بما لا يعنيه، وفي الوقت نفسه سُرّ سرورا بالغا من تقهقر جماعة السادة من أهل البيت تجاه كافر عنيد!
أليس هذا أعجب مثال للجنون وتشتت العقل، أن يفضّل رجل عامي يتعلق عقلُه بدائرة السياسة الواسعة كافرا عدوا لدودا للإسلام على مجاهد سيد من أهل البيت؟
نعم، إن مسائل السياسة تتعلق -إلى حدٍ ما- بوظيفة العاملين في الشؤون الخارجية وأركان الحرب في الجيش والقادة المسؤولين. أما دفع تلك المسائل إلى رجل عامي ساذج وإثارته بها، وصرفه عما يلزمه من وظائف تجاه شؤون روحه وأمور دينه، بل حتى تجاه شؤونه الشخصية بالذات ولوازم بيته وقريته، ومن ثم جَعله بهذا التلهف والفضول سائبَ الروح، ثرثار العقل، فاقدا لأذواق القلب نحو الحقائق الإيمانية والإسلامية، خائر الشوق إليها.. وكذا إثارة العوام بتلك الاهتمامات التافهة التي تقتل قلوبهم معنىً -بما يشبه تهيئة الجو الملائم للإلحاد- ودفعهم إلى استماع الراديو في شؤون سياسية لا تعنيهم في شيء... أقول: إن كل ذلك لضرر بالغ للحياة الاجتماعية الإسلامية بحيث إن الإنسان كلما فكر بنتائجها الوخيمة المترتبة عليها يقشعر من هولها جلده، ويقف شعره!
نعم، إن كل إنسان له علاقه بوطنه وقومه وحكومته، ولكن من الخطأ الجسيم جَعْل منافع الأمة ومصلحة الوطن والحكومة تابعةً لسياسة مؤقتة لبعض الأشخاص انجرافا لتيارات موقتة، بل تَصوّرها نفسها.. فضلا عن أن حصة كل شخص من تلك الروح الوطنية والقومية وما تترتب عليها من وظائف إن كانت واحدة فإن حصته تجاه وظائف قلبه ومهمات روحه وواجباته الشخصية والبيتية والدينية وغيرها عشرون بل مائة حصة. لذا فإن تضحية هذه العلاقات الجادة والضرورية جدا لأجل تلك الحصة الواحدة من التيارات السياسية غير الضرورية مما لا يعنيه شيئا... أقول: إن لم يكن هذا جنونا فما هو إذن؟
نعم، إني شاهدت رجلا من العوام صاحب تقوى ودين -وآخر ينتسب إلى العلم- قد حزن حزنا شديدا لحد البكاء لانهزام كافرٍ عدوٍ للإسلام منذ القدم، وذلك لكثرة اهتمامه بما لا يعنيه، وفي الوقت نفسه سُرّ سرورا بالغا من تقهقر جماعة السادة من أهل البيت تجاه كافر عنيد!
أليس هذا أعجب مثال للجنون وتشتت العقل، أن يفضّل رجل عامي يتعلق عقلُه بدائرة السياسة الواسعة كافرا عدوا لدودا للإسلام على مجاهد سيد من أهل البيت؟
نعم، إن مسائل السياسة تتعلق -إلى حدٍ ما- بوظيفة العاملين في الشؤون الخارجية وأركان الحرب في الجيش والقادة المسؤولين. أما دفع تلك المسائل إلى رجل عامي ساذج وإثارته بها، وصرفه عما يلزمه من وظائف تجاه شؤون روحه وأمور دينه، بل حتى تجاه شؤونه الشخصية بالذات ولوازم بيته وقريته، ومن ثم جَعله بهذا التلهف والفضول سائبَ الروح، ثرثار العقل، فاقدا لأذواق القلب نحو الحقائق الإيمانية والإسلامية، خائر الشوق إليها.. وكذا إثارة العوام بتلك الاهتمامات التافهة التي تقتل قلوبهم معنىً -بما يشبه تهيئة الجو الملائم للإلحاد- ودفعهم إلى استماع الراديو في شؤون سياسية لا تعنيهم في شيء... أقول: إن كل ذلك لضرر بالغ للحياة الاجتماعية الإسلامية بحيث إن الإنسان كلما فكر بنتائجها الوخيمة المترتبة عليها يقشعر من هولها جلده، ويقف شعره!
نعم، إن كل إنسان له علاقه بوطنه وقومه وحكومته، ولكن من الخطأ الجسيم جَعْل منافع الأمة ومصلحة الوطن والحكومة تابعةً لسياسة مؤقتة لبعض الأشخاص انجرافا لتيارات موقتة، بل تَصوّرها نفسها.. فضلا عن أن حصة كل شخص من تلك الروح الوطنية والقومية وما تترتب عليها من وظائف إن كانت واحدة فإن حصته تجاه وظائف قلبه ومهمات روحه وواجباته الشخصية والبيتية والدينية وغيرها عشرون بل مائة حصة. لذا فإن تضحية هذه العلاقات الجادة والضرورية جدا لأجل تلك الحصة الواحدة من التيارات السياسية غير الضرورية مما لا يعنيه شيئا... أقول: إن لم يكن هذا جنونا فما هو إذن؟
Yükleniyor...