الحادثة الثانية: انقطع سيفُ عكاشة بن محصن الأسدي وهو يقاتل به في غزوة بدر الكبرى -تلك المعركة التي هي منبع الغرائب- فأعطاه رسولُ الله ﷺ جذلاً من حطب -أي عوداً غليظاً- «وقال: اضرب به فعاد في يده سيفاً صارماً طويل القامة أبيضَ شديدَ المتن، فقاتلَ به، ثم لم يزل عنده يشهدُ به المواقف إلى أن استشهد في قتال أهل الردة» في اليمامة. هذه الحادثة ثابتة قطعاً، وكان عكاشةُ يفتخر بذلك السيف طوال حياته، وكان السيف يسمى ب«العَوْن»، فاشتهار السيف ب«العون» (215) وافتخار عكاشة به حُجتان أيضاً على ثبوت الحادثة.
الحادثة الثالثة: روى ابن عبد البر (216) وهو من أعلام عصره من بين العلماء المحققين: أن عبد الله بن جحش ابن عمة رسول الله ﷺ «وقد ذهب سيفُه» في غزوة أُحد وهو يحارب، فأعطاه رسولُ الله ﷺ «عسيبَ (217) نخل فرجع في يده سيفاً».
يقول ابن سيد الناس في «سيره»: فبقي هذا السيف مدّة ولم يزل يتناقل حتى بيعَ إلى شخص يُدعى بغاء التركي بمائتي دينار. (218)
فهذان السيفان معجزتان كمعجزة عصا موسى، إلّا أنه لم يبق وجه الإعجاز لعصا موسى بعد وفاته عليه السلام ، وبقي هذان السيفان معجزتان بعد وفاته ﷺ.
Yükleniyor...