النقطة الثالثة

سؤال: مادمتَ تعتمد على قوة القرآن الكريم وتستند إلى همته وتستلهم الفيوضات منه لإرشاد أعتى الملحدين وأشدّهم تمرداً في سبيل إصلاحهم، وأنك فعلاً تقوم بهذا وما تزال كذلك، فلماذا لا تدعو القريبين منك من المتجاوزين المتعدين، وترشدهم إلى سواء السبيل؟.

الجواب: إنه من القواعد المهمة في أصول الشريعة: (الراضي بالضرر لا يُنظر له) (22) أي «إن من كان راضياً بالضرر برغبته وعلمه، لا يُنظر له نظرة إشفاق وترحّم». فأنا أدعو مستنداً إلى القرآن الكريم، وعلى استعداد لإلزام الملحد المتمادي في الإلحاد في غضون بضع ساعات وإن لم أقنعه تماماً، على شرط ألّا يكون سافلاً منحطاً، وممن يتلذذون في نشر سموم الضلالة، كتلذذ الحية في نشر سمّها، إلّا أن مخاطبة الحيات المتمثلة في صورة إنسان، والكلام مع صاحب وجدان تردى في أسفل سافلي الضلالة الموغلة في النفاق حتى إنه يبيع دينه -على علمٍ منه- بدنياه، ويستبدل قطعاً زجاجية تافهة قذرة -على علم- بالألماس الثمين. أقول: إن مخاطبة هؤلاء وإظهارهم على الحقائق إجحافٌ بحق الحقيقة وحطّ من شأنها، لأنها شبيهة ب «تعليق الدرر في أعناق البقر» كما جاء في المثل.

لان الذين يقومون بمثل هذه الأعمال قد سمعوا تلك الحقائق من «رسائل النور» مرات ومرات. إلّا أنهم يرومون الحطَّ من قيمة الحقائق مع معرفتهم بها، إرضاءً للضلالة والزندقة. فهؤلاء كالحيات التي تتلذذ بالسم.

النقطة الرابعة

إنَّ صور التعامل معي خلال هذه السنوات السبع ليسَ إلّا تصرفات اعتباطية مبنيّة على الهوى، وهي سلوك غير قانوني محض لأن قانون المنفيين والموقوفين والمسجونين، معروف لدى الجميع وظاهر لديهم. فهم -حسب القانون- يواجهون أقاربهم، ولا يُمنَعون عن الاختلاط مع الناس. وأن العبادة وطاعة الله مصونةٌ في كل دولة وأمة. وأن أمثالي من المنفيين ظلوا بين أقاربهم وأحبابهم في المدن، ولم يُحظَر عليهم الاختلاط والمراسلة ولا حتى السياحة والتفسح، واستُثنيتُ وحدي. فقد حُرمتُ من كل ذلك، بل قد اعتُدي على عبادتي ومسجدي، فحاولوا

Yükleniyor...