المثال السابع: روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: «آذنَت (167) النبيَّ ﷺ بالجن ليلة استمعوا له شجرةٌ» وذلك حينما جاء جنّ نَصيبن في بطن النخل إلى النبي ﷺ للإسلام، فأعلَمَت شجرةٌ خبرَ مجيئهم النبيَّ.
«وعن مجاهد عن ابن مسعود في هذا الحديث: أن الجن قالوا مَن يَشهَدُ لك؟ قال: هذه الشجرة» فأمر الشجرَةَ «تعالي يا شجرة! فجاءت تجرُّ عروقَها لها قعاقع». (168)
وهكذا، فقد كفت معجزةٌ واحدة طائفةَ الجن. أفلا يكون مَن يسمع ألف معجزة ومعجزة من أمثالها ثم يكابر ولا يؤمن أضلَّ من ذلك الشيطان الذي حدّث القرآن عنه بقول الجن: ﹛﴿يَقُولُ سَف۪يهُنَا عَلَى اللّٰهِ شَطَطًا﴾|﹜ (الجن: ٤) ؟
المثال الثامن: روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه ﷺ قال لأعرابي: «أرأيتَ إن دعوتُ هذا العِذق (169) من هذه النخلة أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: نعم! فدعاه فجعل ينقز (170) حتى أتاه فقال: ارجع، فعاد إلى مكانه». (171)
∗ ∗ ∗
وهكذا، فهناك أمثلة غزيرة كالتي ذكرناها رُويت كلّها بطرق عديدة، ومن المعلوم أنه إذا اتحدت بضعةُ خيوط رفيعة صارت حبلا قوياً.. فمثل هذه المعجزة المتعلقة بالشجرة وقد رويت بطرق متعددة، وعن مشاهير الصحابة الكرام لابد أنها في قوة التواتر المعنوي، بل إنها متواترة تواتراً حقيقياً. ولا ريب أنها حينما انتقلت إلى التابعين أخذت طابعَ التواتر، لا سيما الطرق التي سلكها أصحابُ الصحاح كالبخاري ومسلم وابن حبان والترمذي وغيرهم، إنما هي طريق صحيحة لا شائبة فيها. بل إن رؤية أي حديث كان في البخاري إنما هو كاستماعه من الصحابة الكرام بعينهم.
تُرى إذا عَرفت الأشجارُ رسولَ الله ﷺ وعرَّفَته وصدَّقَتْ رسالتَه وسلّمت عليه، وزارته، وامتثلت أمره -كما رأينا في الأمثلة المذكورة آنفاً- فكيف لا يَعرف ولا يؤمن به ذلك
«وعن مجاهد عن ابن مسعود في هذا الحديث: أن الجن قالوا مَن يَشهَدُ لك؟ قال: هذه الشجرة» فأمر الشجرَةَ «تعالي يا شجرة! فجاءت تجرُّ عروقَها لها قعاقع». (168)
وهكذا، فقد كفت معجزةٌ واحدة طائفةَ الجن. أفلا يكون مَن يسمع ألف معجزة ومعجزة من أمثالها ثم يكابر ولا يؤمن أضلَّ من ذلك الشيطان الذي حدّث القرآن عنه بقول الجن: ﹛﴿يَقُولُ سَف۪يهُنَا عَلَى اللّٰهِ شَطَطًا﴾|﹜ (الجن: ٤) ؟
المثال الثامن: روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه ﷺ قال لأعرابي: «أرأيتَ إن دعوتُ هذا العِذق (169) من هذه النخلة أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: نعم! فدعاه فجعل ينقز (170) حتى أتاه فقال: ارجع، فعاد إلى مكانه». (171)
وهكذا، فهناك أمثلة غزيرة كالتي ذكرناها رُويت كلّها بطرق عديدة، ومن المعلوم أنه إذا اتحدت بضعةُ خيوط رفيعة صارت حبلا قوياً.. فمثل هذه المعجزة المتعلقة بالشجرة وقد رويت بطرق متعددة، وعن مشاهير الصحابة الكرام لابد أنها في قوة التواتر المعنوي، بل إنها متواترة تواتراً حقيقياً. ولا ريب أنها حينما انتقلت إلى التابعين أخذت طابعَ التواتر، لا سيما الطرق التي سلكها أصحابُ الصحاح كالبخاري ومسلم وابن حبان والترمذي وغيرهم، إنما هي طريق صحيحة لا شائبة فيها. بل إن رؤية أي حديث كان في البخاري إنما هو كاستماعه من الصحابة الكرام بعينهم.
تُرى إذا عَرفت الأشجارُ رسولَ الله ﷺ وعرَّفَته وصدَّقَتْ رسالتَه وسلّمت عليه، وزارته، وامتثلت أمره -كما رأينا في الأمثلة المذكورة آنفاً- فكيف لا يَعرف ولا يؤمن به ذلك
Yükleniyor...