فهذا النوع من المعجزات (أي تكلّم الجمادات) يشكّل دليلاً جازماً على إثبات دعوى النبوة، وهو في حكم التواتر من حيث المعنى. فكلُّ مثال يستمد قوةً أخرى من قوة الجميع تفوقُ قوتَه الفردية. مَثَله في هذا، مثل رجل ضعيف انخرط في سلك الجيش، فيتقوى حتى يستطيع أن يتحدى ألفاً من الرجال، أو كعمودٍ ضعيف لو ضُم مع أعمدة قوية يتقوى.
فكيف إذا كانت الروايات كلُّها صحيحةً ورصينة؟.
الإشارة الثانية عشرة
أمثلةٌ ثلاثة مهمة ترتبط بالإشارة الحادية عشرة.
المثال الأول: تصرّح الآيةُ الكريمة: ﹛﴿وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى﴾|﹜ (الأنفال: ١٧) بنصّها القاطع وبتحقيق عموم المفسرين العلماء وأئمة الحديث: أنَّ الرسول ﷺ أخذ في غزوة بدر قبضةً من ترابٍ وحصيّات ورماها في وجوه جيش الكفار وقال: «شاهَتِ الوجوه». (203) فدخلت تلك القبضةُ من التراب إلى أعين كلِّ المشركين، مثلما وصلت كلمةُ «شاهت الوجوه» إلى آذان كلٍّ منهم، فصاروا يعالجون عيونَهم من التراب، ففرّوا بعدما كانوا في حالة كَرٍّ على المسلمين.
ويروي الإمام مسلم: أنَّ الكفار في غزوة حُنين عندما كانوا يصولون على المسلمين، أخذ النبيُّ ﷺ قبضة من تراب ورمى بها في وجوه المشركين وقال: «شاهت الوجوه» فما من أحدٍ منهم إلّا ملأ عينيه -بإذن الله- ترابٌ كما سمعت أذنُه هذه الكلمة فولّوا مدبرين. (204)
فهذه الحادثة الخارقة للعادة قد وقعت في بدر وحنين. فهي حادثة تفوق طاقة البشر، كما أنها لا يمكن إسنادها إلى الأسباب العادية، لذا قال تعالى: ﹛﴿وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى﴾|﹜ أي أنها حادثة نابعة من قدرة إلهية محضة.
المثال الثاني: تذكر كتبُ أئمة الحديث وفي مقدمتها البخاري ومسلم: «أنَّ يهوديةً -واسمها زينب بنت الحرث- أهدتْ للنبي ﷺ بخيبر شاةً مصليّة (205) سمَّتْها، فأكل رسولُ
فكيف إذا كانت الروايات كلُّها صحيحةً ورصينة؟.
الإشارة الثانية عشرة
أمثلةٌ ثلاثة مهمة ترتبط بالإشارة الحادية عشرة.
المثال الأول: تصرّح الآيةُ الكريمة: ﹛﴿وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى﴾|﹜ (الأنفال: ١٧) بنصّها القاطع وبتحقيق عموم المفسرين العلماء وأئمة الحديث: أنَّ الرسول ﷺ أخذ في غزوة بدر قبضةً من ترابٍ وحصيّات ورماها في وجوه جيش الكفار وقال: «شاهَتِ الوجوه». (203) فدخلت تلك القبضةُ من التراب إلى أعين كلِّ المشركين، مثلما وصلت كلمةُ «شاهت الوجوه» إلى آذان كلٍّ منهم، فصاروا يعالجون عيونَهم من التراب، ففرّوا بعدما كانوا في حالة كَرٍّ على المسلمين.
ويروي الإمام مسلم: أنَّ الكفار في غزوة حُنين عندما كانوا يصولون على المسلمين، أخذ النبيُّ ﷺ قبضة من تراب ورمى بها في وجوه المشركين وقال: «شاهت الوجوه» فما من أحدٍ منهم إلّا ملأ عينيه -بإذن الله- ترابٌ كما سمعت أذنُه هذه الكلمة فولّوا مدبرين. (204)
فهذه الحادثة الخارقة للعادة قد وقعت في بدر وحنين. فهي حادثة تفوق طاقة البشر، كما أنها لا يمكن إسنادها إلى الأسباب العادية، لذا قال تعالى: ﹛﴿وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى﴾|﹜ أي أنها حادثة نابعة من قدرة إلهية محضة.
المثال الثاني: تذكر كتبُ أئمة الحديث وفي مقدمتها البخاري ومسلم: «أنَّ يهوديةً -واسمها زينب بنت الحرث- أهدتْ للنبي ﷺ بخيبر شاةً مصليّة (205) سمَّتْها، فأكل رسولُ
Yükleniyor...