١٨- إنَّ الحياة نوعٌ من تجلي الوحدة في الكثرة، لذا فهي تدفع إلى الاتحاد، فالحياةُ تجعل الشيءَ الواحد مالكاً لكل شيء.

١٩- إنَّ الروحَ قانونٌ ذو وجود خارجي، وناموسٌ ذو شعور، وهو آتٍ من عالَم الأمر وصفةِ الإرادة، كالقوانين الفطرية الثابتة الدائمة. وقد كسَتْه القدرةُ الوجودَ الحسي، وجعلتْ سيالةً لطيفة صَدَفَةً لذلك الجوهر. إنَّ الروح الموجود أخٌ للقانون المعقول. كلاهما دائمي وكلاهما آتٍ من عالم الأمر. ولو أَلبست القدرةُ الأزلية قوانينَ الأنواع وجوداً خارجياً لأصبحت روحاً، ولو طرحَ الروحُ الشعورَ، لأصبح قانوناً لا يموت أيضاً.

٢٠- إنَّما تُشاهَد الموجودات بالضياء، ويُعرف وجودُ الموجودات بالحياة، فكل منهما كشّاف.

٢١- إنَّ النصرانية سوف تُلقي السلاح وتستسلم للإسلام سواءً بالانطفاء أو بالاصطفاء، فلقد تمزقت النصرانية عدة مرات حتى انتهت إلى البروتستانية. وتمزقت البروتستانية فاقتربت من التوحيد، وهي تتهيأ للتمزّق مرة أخرى. فإما أنها تنطفئ وينتهي أمرُها، وإما أن تجد تجاهها الحقائقَ الإسلامية الجامعة لأسس النصرانية الحقّة ومبادئها، فتستسلم. وقد أشار الرسول ﷺ إلى هذا السرّ العظيم بأنه: سينزل عيسى عليه السلام وسيكون من أمتي ويعمل بشريعتي.

٢٢- إنَّ الذي يسوق جمهور الناس إلى الاتّباع وامتثال الأوامر هو ما يتحلى به المصدرُ من قدسية، هذه القدسية هي التي تدفعُ جمهور الناس إلى الانقياد أكثر من قوة البرهان ومتانة الحجة.

٢٣- إنَّ تسعين بالمائة من مسائل الشريعة -التي هي الضروريات والمسلّمات الدينية- كل منها عمودٌ من الألماس، أما المسائل الاجتهادية الخلافية فهي تمثّل عشرة بالمائة فقط. ولا ينبغي أن يكون تسعون عموداً من الألماس تحت حماية عشرة منها من ذهب، فالكتب الفقهية والاجتهادات ينبغي أن تكون مرايا ومناظير لرؤية القرآن وليست حُجُباً وظلالاً وبديلاً عنه.

٢٤- كلُّ مَن يملك استعداداً للاجتهاد يستطيع أن يجتهدَ لنفسه إلّا أنه لا يستطيع أن يشرّع.


Yükleniyor...