ولكن لو أَردنا التقرّبَ إليها والتعرّفَ عليها من حيث بُعدنا عنها، لاضطررنا إلى كثير جداً من السير الفكري والسلوك العقلي لنصعد فكرياً بصحبة القوانين العلمية إلى السماوات ونتصور من ثمة الشمسَ متألقةً في فضاء الكون، ولابد من الاستعانة بهذه القوانين والتدقيقات المطولة جداً لإدراك ما في ماهيتها من ضياء وحرارة وأَلوان سبعة. وبعد هذا كله قد نحصل على القربية المعنوية منها، بمثل التي حصل عليها الشخص الأول بتأمل يسير في مرآته.
وعلى غرار هذا المثال؛ فالنبوة، والولاية الموروثة عنها، متوجهتان إلى انكشاف «الأقربية الإلهية». أما سائر الولايات فإن معظمها تسلك على أَساس «القربية الإلهية» فتضطر إلى السير والسلوك عبرَ مراتبَ عدة قبل بلوغها المقام المطلوب.
المقام الثاني
إنَّ الذي كان وراء حوادث الفتن ليس هو عدداً قليلاً من اليهود كي يمكن حصرُهم وإيقاف ذلك الفساد، وإطفاء تلك الفتن بمجرد كشفهم. إذ بدخول أَقوام كثيرة متباينة إلى حظيرة الإسلام، تداخلت واختلطت تياراتٌ متناقضة وغير متجانسة في باطنها مع عقيدة الإسلام. وبخاصة أولئك الذين أُصيب غرورُهم القومي بالضربات القوية من يد سيدنا عمر رضي الله عنه. فكانوا يضمرون في نفوسهم الانتقامَ ويترقبون الفرصة له حيث أُبطل دينُهم السابق ودُمّر سلطانهم وأزيلت دولتهم التي كانت مدار افتخارهم وعزّهم؛ لذا فقد كانوا يحملون إحساساً بالانتقام شعورياً وغير شعوري من خلافة الإسلام. ولهذا قيل إن المنافقين الدساسين الأذكياء أمثال اليهود قد استغلوا تلك الحالة الاجتماعية.
أي أنَّ مقاومة تلك الفتن وإزالتَها هي بمواجهتها بإصلاح ذلك المجتمع وتنوير الأفكار المختلفة، وليس بكشف قلّة من المفسدين.
وإذا قيل: إن سيدنا عمر رضي الله عنه قد هتف من فوق المنبر ب«سارية» أحد قواد سراياه وهو على بُعد مسيرة شهر منه ب«يا سارية الجبلَ الجبلَ!» (1) فهتافُه هذا وتوجيهُه هذا أصبحا سبباً من أسباب نيل النصر في تلك المعركة. هذه الحادثة المشهورة تبين مدى نفاذ بصيرته الحادة.
وعلى غرار هذا المثال؛ فالنبوة، والولاية الموروثة عنها، متوجهتان إلى انكشاف «الأقربية الإلهية». أما سائر الولايات فإن معظمها تسلك على أَساس «القربية الإلهية» فتضطر إلى السير والسلوك عبرَ مراتبَ عدة قبل بلوغها المقام المطلوب.
المقام الثاني
إنَّ الذي كان وراء حوادث الفتن ليس هو عدداً قليلاً من اليهود كي يمكن حصرُهم وإيقاف ذلك الفساد، وإطفاء تلك الفتن بمجرد كشفهم. إذ بدخول أَقوام كثيرة متباينة إلى حظيرة الإسلام، تداخلت واختلطت تياراتٌ متناقضة وغير متجانسة في باطنها مع عقيدة الإسلام. وبخاصة أولئك الذين أُصيب غرورُهم القومي بالضربات القوية من يد سيدنا عمر رضي الله عنه. فكانوا يضمرون في نفوسهم الانتقامَ ويترقبون الفرصة له حيث أُبطل دينُهم السابق ودُمّر سلطانهم وأزيلت دولتهم التي كانت مدار افتخارهم وعزّهم؛ لذا فقد كانوا يحملون إحساساً بالانتقام شعورياً وغير شعوري من خلافة الإسلام. ولهذا قيل إن المنافقين الدساسين الأذكياء أمثال اليهود قد استغلوا تلك الحالة الاجتماعية.
أي أنَّ مقاومة تلك الفتن وإزالتَها هي بمواجهتها بإصلاح ذلك المجتمع وتنوير الأفكار المختلفة، وليس بكشف قلّة من المفسدين.
وإذا قيل: إن سيدنا عمر رضي الله عنه قد هتف من فوق المنبر ب«سارية» أحد قواد سراياه وهو على بُعد مسيرة شهر منه ب«يا سارية الجبلَ الجبلَ!» (1) فهتافُه هذا وتوجيهُه هذا أصبحا سبباً من أسباب نيل النصر في تلك المعركة. هذه الحادثة المشهورة تبين مدى نفاذ بصيرته الحادة.
Yükleniyor...