يلبسه جسداً من جديد، ويرسله إلى الدنيا لأجل هذه النتيجة الجليلة العظيمة، وليكون مسك الختام والنهاية الجليلة للدين الذي أتى به عيسى عليه السلام. وقد وعدَ بهذا سبحانه وتعالى لاقتضاء حكمته الجليلة. وإذ قد وعد فإنه سيرسله حتماً. ولا يلزم أن يعرف كلُّ أحدٍ أنه عيسى عليه السلام بذاته أثناء نزوله إلى الدنيا، وإنما يعرفه خواصه والمقربون منه بنور الإيمان، إذ لا يعرفه الناس كلهم بدرجة البداهة.

سؤال: لقد جاء في الروايات: أن للدجال جنةٌ كاذبة يُلقي فيها أَتباعَهُ، وله جهنمٌ كاذبة يُلقي فيها من لا يتَّبعه، حتى إنه جعل أحد أُذنَي دابته كالجنة والأخرى كجهنم، وله جسم عظيم طوله كذا وكذا.. وغيرها من الأوصاف التي يُعرف بها. (8) فالسؤال: ما المراد من هذه الروايات؟.

الجواب: إن الشخص الظاهري للدجال هو كالإنسان، فهو إنسان دساس، شيطان أحمق مغرور، تفرعن وطغى ونسى الله تعالى حتى أطلق على حاكميته الجبارة ظاهراً اسم الألوهية.

أما شخصُه المعنوي الذي هو تيار الإلحاد الطاغي فهو شخص جسيم جداً. وما ورد من روايات في أوصافه الدالة على الضخامة يشير إلى ذلك الشخص المعنوي. كما صوّر في وقت ما القائد العام للقوات اليابانية تصوير إنسان واضعٌ إحدى قدَميه في البحر المحيط الهادي والأخرى في قلعة (بورت آرثر) التي تبعد عن الأولى مسافة عشرة أيام. فهذا التصوير لذلك القائد الصغير أَظهر ومثّل الشخص المعنوي العظيم لجيشه.

أما الجنة الكاذبة للدجال، فهي ملاهي الحضارة وزخارفها الفاتنة.

أما دابته فهي واسطة نقل شبيهة بالقطار، في رأسه موقد النار يرمى فيها أحياناً من لا يتبعه. والأُذن الأخرى لتلك الدابة، أي رأسها الآخر مفروش بفرش وثيرة كالجنة أعدّها لجلوس أتباعه.

وحقاً أن القطار دابة مهمة للحضارة السفيهة الظالمة. إذ يأتي بجنة كاذبة لأهل السفاهة


Yükleniyor...