منها: أن القَسَم في ﹛﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحٰيهَ ﴾|﹜ (الشمس: ١) يشير إلى إظهار الكون كقصر عظيم ومدينة عامرة، والذي هو أساس التمثيل الرائع الوارد في «الكلمة الحادية عشرة».

ومنها: القَسم في ﹛﴿ يس ❀ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾|﹜ (يس: ١-٢) يذكّر به قدسية إعجاز القرآن، وأنه بدرجة من الأهمية بحيث يُقسَم به.

وأن القَسَم في ﹛﴿ وَالنَّجْمِ اِذَا هَوٰى ﴾|﹜ (النجم: ١) يشير إلى أن سقوط النجوم علامةٌ على انقطاع الأخبار الغيبية عن الجن والشياطين منعاً لورود شبهة على الوحي الإلهي. وفي الوقت نفسه فإن القسَم في ﹛﴿ فَلَٓا اُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِۙ ❀ وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظ۪يمٌ ﴾|﹜ (الواقعة: ٧٥-٧٦) يذكّر بعظمة القدرة وكمال الحكمة في وضع النجوم في مواقعها بكمال الانتظام مع ضخامتها الهائلة، وتدوير السيارات الجسيمة بسرعة عظيمة.

ويذكّر القَسَم في ﹛﴿ وَالذَّارِيَاتِ ﴾|﹜ وفي ﹛﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ ﴾|﹜ بالحِكَم الجليلة التي في تموّجات الهواء وتصريف الرياح، إذ يقسم سبحانه بالملائكة المأمورين بوظيفة تصريف الرياح، فيلفت النظر إلى أن الأمور التي قد تُظن أنها تجري مصادفةً تنفّذ حِكَماً دقيقة وتؤدي وظائفَ جليلةً.

وهكذا، فلكل موقع من مواقع القَسَم نكتته البليغة وفائدته. ولما كان الوقت لا يسمح لنا بالتفصيل، فسنشير إشارةً مجملة إلى نكتة واحدة من النكات الكثيرة التي يتضمنُها القَسَم في ﹛﴿ وَالتّ۪ينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾|﹜ (التين: ١) وذلك أن الله سبحانه وتعالى يذكّر بالقسَم بالتين والزيتون عظمةَ قدرته وكمالَ رحمته وعظيمَ نعمته، فيصرفُ وجهَ الإنسان المتردّي إلى أسفلِ سافلين ويحوّله عن ذلك التردي والهاوية، مشيراً إليه أنه بإمكانه أن ينال مراتبَ معنويةً رفيعة، بل يترقى إلى أعلى عليين بالشكر والفكر والإيمان والعمل الصالح.

أما تخصيص التين والزيتون بالقَسَم من بين النعم الأخرى، فهو:

إنَّ هاتين الفاكهتين نافعتان مباركتان.. وأنَّ في خلقِهما وما فيهما من نعَم عظيمة يبعث على الملاحظة، لأنَّ الزيتون يشكّل أساساً مهما في الحياة الاجتماعية والتجارية، وفي وسائل التنوير، وفي تغذية الإنسان. كما أن في خلق التين ما يبين معجزةً خارقة من معجزات القدرة الإلهية، كدرج أجهزة شجرة التين العظيمة وضمّها في بُذيرة متناهية في الصغر. كما يذكّر


Yükleniyor...