كما هي للدولة، ويكون مالكاً لأجهزة المخابرة البرقية كما للسلطان كي يكون بحثُه قيّماً كبحث صاحبه.

﹛﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾|﹜ إذا أُسندت المخلوقات غير المحدودة والأشياء غير المعدودة إلى الواحد الأحد، فكل شيء عندئذٍ يكون -بذلك الارتباط- قد نال مظهراً من ذلك الانتساب، ويكون موضعَ تجلٍ من ذلك النور الأزلي، فيمدّ علاقات ارتباطه بقوانين حكمته، وبدساتير علمه، وبنواميس قدرته جل وعلا، وعندها يرى كل شيء بحول الله وبقوته، ويحظى بتجلٍ رباني يكون بمثابة بصره الناظر إلى كل شيء ووجهه المتوجه إلى كل شيء وكلامه النافذ في كل شيء.

وإذا قُطع ذلك الانتساب، ينقطع أيضاً كل شيء من الأشياء عن ذلك الشيء. وينكمش الشيء بقدر جِرمه. وفي هذه الحالة عليه أن يكون صاحب أُلوهية مطلقة ليتمكن من أن يجري ما يجري في الوضع الأول!!

زبدة الكلام: إن في طريق الوحدة والإيمان سهولةً مطلقة بدرجة الوجوب، بينما في طريق الشرك والأسباب والكثرة مشكلات وصعوبات بدرجة الامتناع، لأن الواحد يعطي وضعاً معيناً لكثير من الأشياء، ويستحصل منها نتيجة معينة دون عناء، بينما لو أُحيل اتخاذ ذلك الوضع واستحصال تلك النتيجة إلى تلك الأشياء الكثيرة، لما أمكن ذلك إلّا بتكاليف وصعوبات كثيرة جداً وبحركات كثيرة جداً.

فكما ذُكر في «المكتوب الثالث»: إن جولان جيوش النجوم وجريانها في ميدان السماوات تحت رياسة الشمس والقمر وإعطاء كل ليلة وكل سنة منظراً رائعاً بهيجاً، منظراً للذِكر والتسبيح، ووضعاً مؤنساً جذّاباً، وتبديل المواسم وإيجاد أمثالها من المصالح والنتائج الأرضية الحكيمة الرفيعة.. إذا أُسندت هذه الأفعال إلى الوحدة فذلك السلطان الأزلي يجريها بكل سهولة ويُسر كتحريك جندي واحد، مسخراً الأرض -التي هي كجندي في جيش السماوات- ومعيّناً إياها قائداً عاماً على الأجرام العلوية. وبعد تسلّمها الأمر تنتشي بنشوة التوظيف وتهتز لسماعها كالمولوي في انجذاب واشتياق، فتحصل تلك النتائج المهمة، وذلك الوضع الجميل بتكاليف قليلة جداً.


Yükleniyor...