المسألة الخامسة

ثانياً: تسألون يا أخي في رسالتكم عن كفاية «لا اله إلّا الله» فحسب، أي من دون ذكر «محمد رسول الله» في جعلِ المرء من أهل النجاة.

إن جواب هذا السؤال طويل، إلّا أننا نقول الآن:

إنَّ كلمتَي الشهادة لا تنفك إحداهما عن الأخرى ولا تفترقان، بل تثبت إحداهما الأخرى وتتضمنها، فلا تكون إحداهما إلّا بالأخرى.

وحيث إن الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء عليهم السلام، ووارث جميع المرسلين، فلاشك أنه في مقدمة كل الطرق الموصلة إلى الله وفي رأسها، فليست هناك طريق حقة ولا سبيل نجاة غير جادته الكبرى وصراطه المستقيم.

ويقول جميع أئمة أهل المعرفة والتحقيق ما يعبّر عنه سعدي الشيرازي شعراً:

مُحَالَست سَعدي بَراهِ نَجَاتْ ظَفَر بُردَنْ جُزْ دَربىِ مُصطفى (17)

أي (من المحال أن يظفر أحد بطريق السلامة والصفاء من دون اتباع المصطفى ﷺ).. وكذا قالوا: «كُلُّ الطُّرُقِ مَسْدُودٌ اِلَّا الْمِنْهَاجَ الْمُحَمَّدِىَّ». ولكن قد يكون أحياناً أن بعضهم يسلكون الجادة الأحمدية ولكنهم لا يعلمون أنها جادة أحمدية أو أنها داخلة ضمنها.

وقد يكون أحياناً أنهم لا يعرفون النبي ﷺ ولكن الطريق التي يسلكونها هي جزء من الجادة الأحمدية.

وقد يكون أحياناً أنهم لا يفكرون في الجادة المحمدية مكتفين: ب«لا اله إلّا الله» إما بسبب من حالة الجذب أو الاستغراق، أو بسبب وضع من أوضاع الانزواء والعزلة.

ومع هذا فإن أهم جهة في هذه الأمور هي:

إنَّ عدم القبول شيء وقبول العدم شيء آخر. فإن أمثال هؤلاء من أهل الجذب والعزلة أو ممن لم يسمع أو لا يعلم وأمثالهم ممن لا يعرفون النبي ﷺ أو لا يتفكرون فيه ليقبلوه ويرضوا

Yükleniyor...