أما الآخرون فلأجل الحصول على الحضور القلبي أيضاً قالوا: «لا مشهود إلّا هو» وألقوا ستارَ النسيان المطلق على الكائنات واتخذوا طوراً عجيباً.
بينما المعرفةُ المستقاة من القرآن الكريم تمنح الحضورَ القلبي الدائم، فضلاً عن أنها لا تقضي على الكائنات بالعدم ولا تسجنها في سجن النسيان المطلق، بل تنقذها من الإهمال والعبثية وتستخدمها في سبيل الله سبحانه، جاعلةً من كل شيء مرآةً تعكس المعرفة الإلهية، وتفتح في كل شيء نافذةً إلى المعرفة الإلهية، كما عبّر عنها سعدي الشيرازي(∗) شعراً:
دَرْ نَظَرِ هُوشيَار هَر وَرقي دَفتَريسْت أَزْ مَعرِفَتْ كردكار
ولقد شبّهنا في كلمات أخرى من «رسائل النور» لبيان الفروق بين الذين يستلهمون نهجهم من القرآن الكريم، ذلك المنهج الأقوم، والذين يسلكون نهجَ علماء الكلام بمثال هو:
إنه لأجل الحصول على الماء، هناك من يأتي به بوساطة أنابيب من مكان بعيد يحفره في أسفل الجبال. وآخرون يجدون الماء أينما حفروا ويفجرونه أينما كانوا. فالأول سيرٌ في طريق وعرٍ وطويل والماءُ معرّض فيه للانقطاع والشّحة. بينما الذين هم أهلٌ لحفر الآبار فإنهم يجدون الماء أينما حلوا دونما صعوبة ومتاعب.
فعلماء الكلام يقطعون سلسلة الأسباب بإثبات استحالة الدَور والتسلسل (13) في نهاية العالم، ومن بعده يثبتون وجود واجب الوجود.
أما المنهج الحقيقي للقرآن الكريم فيجد الماء في كل مكان ويحفره أينما كان. فكلُّ أية من آياته الجليلة كعصا موسى تفجّر الماء أينما ضربت. وتستقرئ كلَّ شيء القاعدة الآتية:
وَفِى كُلِّ شىْءٍ لَهُ ايَةٌ تَدُلُّ عَلى أنَّهُ وَاحِدٌ (14)
ثم إنَّ الإيمان لا يحصل بالعلم وحدَه، إذ إن هناك لطائف كثيرة للإنسان لها حظها من الإيمان فكما أنَّ الأكل إذا ما دخل المعدة ينقسم ويتوزع إلى مختلف العروق حسب كل عضو من الأعضاء، كذلك المسائل الإيمانية الآتية عن طريق العلم إذا ما دخلت معدة العقل
بينما المعرفةُ المستقاة من القرآن الكريم تمنح الحضورَ القلبي الدائم، فضلاً عن أنها لا تقضي على الكائنات بالعدم ولا تسجنها في سجن النسيان المطلق، بل تنقذها من الإهمال والعبثية وتستخدمها في سبيل الله سبحانه، جاعلةً من كل شيء مرآةً تعكس المعرفة الإلهية، وتفتح في كل شيء نافذةً إلى المعرفة الإلهية، كما عبّر عنها سعدي الشيرازي(∗) شعراً:
دَرْ نَظَرِ هُوشيَار هَر وَرقي دَفتَريسْت أَزْ مَعرِفَتْ كردكار
ولقد شبّهنا في كلمات أخرى من «رسائل النور» لبيان الفروق بين الذين يستلهمون نهجهم من القرآن الكريم، ذلك المنهج الأقوم، والذين يسلكون نهجَ علماء الكلام بمثال هو:
إنه لأجل الحصول على الماء، هناك من يأتي به بوساطة أنابيب من مكان بعيد يحفره في أسفل الجبال. وآخرون يجدون الماء أينما حفروا ويفجرونه أينما كانوا. فالأول سيرٌ في طريق وعرٍ وطويل والماءُ معرّض فيه للانقطاع والشّحة. بينما الذين هم أهلٌ لحفر الآبار فإنهم يجدون الماء أينما حلوا دونما صعوبة ومتاعب.
فعلماء الكلام يقطعون سلسلة الأسباب بإثبات استحالة الدَور والتسلسل (13) في نهاية العالم، ومن بعده يثبتون وجود واجب الوجود.
أما المنهج الحقيقي للقرآن الكريم فيجد الماء في كل مكان ويحفره أينما كان. فكلُّ أية من آياته الجليلة كعصا موسى تفجّر الماء أينما ضربت. وتستقرئ كلَّ شيء القاعدة الآتية:
وَفِى كُلِّ شىْءٍ لَهُ ايَةٌ تَدُلُّ عَلى أنَّهُ وَاحِدٌ (14)
ثم إنَّ الإيمان لا يحصل بالعلم وحدَه، إذ إن هناك لطائف كثيرة للإنسان لها حظها من الإيمان فكما أنَّ الأكل إذا ما دخل المعدة ينقسم ويتوزع إلى مختلف العروق حسب كل عضو من الأعضاء، كذلك المسائل الإيمانية الآتية عن طريق العلم إذا ما دخلت معدة العقل
Yükleniyor...