وهكذا يتميز كسب الشهداء من حياتهم البرزخية عن كسب الأموات منها.
إنَّ نيل الشهداء هذا النمط من الحياة واعتقادهم أَنهم أَحياء ثابتٌ بوقائعَ ورواياتٍ غيرِ محدودة. حتى إن إجارة سيدنا حمزة رضي الله عنه، سيد الشهداء، (2) لِمَن استجاره ولجأَ إليه وقضاءه لحوائجهم الدنيوية، وحملَ الآخرين على قضائها، وأمثالَها من حوادث واقعة كثيرة، نوَّرتْ هذه الطبقة من الحياة وأَثبتتها. حتى إنني شخصياً وقعت لي هذه الحادثة:
كان ابن أختي «عُبيد» أحد طلابي، قد استشهد بقربي بدلاً عني، في الحرب العالمية الأولى؛ فرأيت في المنام رؤيا صادقة عندي: أنني قد دخلت قبرَه الشبيهَ بمنزلٍ تحت الأرض، رغم أني في الأسر على بعد مسيرة ثلاثة أَشهر منه، وأَجهلُ مكانَ دفنه. ورأيتُه في طبقة حياة الشهداء. وقد كان يعتقد أَنني ميِّتٌ، وذكر أنه قد بكى عليَّ كثيراً، ويعتقد أَنه ما زال على قيد الحياة، إلّا أنه قد بَنى لنفسه منزلاً جميلاً تحت الأرض حذراً من استيلاء الروس.
فهذه الرؤيا الجزئية -مع بعض الشروط والأمارات- أعطتني قناعة تامة بدرجة الشهود للحقيقة المذكورة.
الطبقة الخامسة من الحياة: هي الحياة الروحانية لأهل القبور.
نعم، الموت هو تبديلُ مكان وإطلاقُ روح وتسريحٌ من الوظيفة، وليس إعداماً ولا عدماً ولا فناءً. فتمثُّل أرواح الأولياء، وظهورُهم لأصحاب الكشف، بحوادث لا تُعَدُّ، وعلاقاتُ سائر أهل القبور بنا، في اليقظة والمنام، وإخبارهم إيَّانا إخباراً مطابقاً للواقع.. وأمثالُها من الأدلة الكثيرة، تنوّر هذه الطبقة وتثبتها.
ولقد أثبتت «الكلمة التاسعة والعشرون» الخاصة ببقاء الروح بدلائلَ قاطعة طبقة الحياة هذه إثباتاً تاماً.
السؤال الثاني:
إن الآية الكريمة: ﹛﴿اَلَّذ۪ي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيٰوةَ لِيَبْلُوَكُمْ اَيُّكُمْ اَحْسَنُ عَمَلًا﴾|﹜ (الملك:٢) وأمثالَها في القرآن الحكيم، تَعُدُّ الموتَ مخلوقاً كالحياة، وتعتبره نعمةً إلهية. ولكن الملاحظَ
إنَّ نيل الشهداء هذا النمط من الحياة واعتقادهم أَنهم أَحياء ثابتٌ بوقائعَ ورواياتٍ غيرِ محدودة. حتى إن إجارة سيدنا حمزة رضي الله عنه، سيد الشهداء، (2) لِمَن استجاره ولجأَ إليه وقضاءه لحوائجهم الدنيوية، وحملَ الآخرين على قضائها، وأمثالَها من حوادث واقعة كثيرة، نوَّرتْ هذه الطبقة من الحياة وأَثبتتها. حتى إنني شخصياً وقعت لي هذه الحادثة:
كان ابن أختي «عُبيد» أحد طلابي، قد استشهد بقربي بدلاً عني، في الحرب العالمية الأولى؛ فرأيت في المنام رؤيا صادقة عندي: أنني قد دخلت قبرَه الشبيهَ بمنزلٍ تحت الأرض، رغم أني في الأسر على بعد مسيرة ثلاثة أَشهر منه، وأَجهلُ مكانَ دفنه. ورأيتُه في طبقة حياة الشهداء. وقد كان يعتقد أَنني ميِّتٌ، وذكر أنه قد بكى عليَّ كثيراً، ويعتقد أَنه ما زال على قيد الحياة، إلّا أنه قد بَنى لنفسه منزلاً جميلاً تحت الأرض حذراً من استيلاء الروس.
فهذه الرؤيا الجزئية -مع بعض الشروط والأمارات- أعطتني قناعة تامة بدرجة الشهود للحقيقة المذكورة.
الطبقة الخامسة من الحياة: هي الحياة الروحانية لأهل القبور.
نعم، الموت هو تبديلُ مكان وإطلاقُ روح وتسريحٌ من الوظيفة، وليس إعداماً ولا عدماً ولا فناءً. فتمثُّل أرواح الأولياء، وظهورُهم لأصحاب الكشف، بحوادث لا تُعَدُّ، وعلاقاتُ سائر أهل القبور بنا، في اليقظة والمنام، وإخبارهم إيَّانا إخباراً مطابقاً للواقع.. وأمثالُها من الأدلة الكثيرة، تنوّر هذه الطبقة وتثبتها.
ولقد أثبتت «الكلمة التاسعة والعشرون» الخاصة ببقاء الروح بدلائلَ قاطعة طبقة الحياة هذه إثباتاً تاماً.
السؤال الثاني:
إن الآية الكريمة: ﹛﴿اَلَّذ۪ي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيٰوةَ لِيَبْلُوَكُمْ اَيُّكُمْ اَحْسَنُ عَمَلًا﴾|﹜ (الملك:٢) وأمثالَها في القرآن الحكيم، تَعُدُّ الموتَ مخلوقاً كالحياة، وتعتبره نعمةً إلهية. ولكن الملاحظَ
Yükleniyor...