«يا إلهنا..


أنت ربُّنا، إذ نحن العبيد العاجزون عن تربية أنفسنا، فأنت الذي تربينا.


وأنت الخالق، إذ نحن مخلوقون، مصنوعون.


وأنت الرزاق، إذ نحن المحتاجون إلى الرزق، أيدينا قاصرةٌ


فأنت الذي تخلقنا وترزقنا.


وأنت المالك، إذ نحن مملوكون، يتصرف في أمورنا غيرُنا فأنت مالكنا.


وأنت العزيز العظيم، إذ نحن الأذلاء، لبسنا ثوبَ الذل


ولكن علينا جلواتُ عزٍّ، فنحن مرايا عزّتك.


وأنت الغني المطلق، إذ نحن الفقراء يُسلَّم إلى يد فَقرنا غنى


يصل إلى ما لا نقدر عليه، فأنت الغني وأنت الوهاب.


وأنت الحي الباقي، إذ نحن نموت، نرى جلوةَ حياة دائمة في موتنا وحياتنا.


وأنت الباقي، إذ نحن فانون ، نرى دوامَك وبقاءك في فنائنا وزوالنا.


وأنت المجيب وأنت المعطي، إذ نحن والموجودات كلُّها نسأل بألسنةِ أقوالنا وأحوالنا


ونصرخ ونتضرع ونستغيث، فتتحقق مطالبُنا، وتُنفَّذ رغباتُنا،


وتوهب مقاصدُنا. فأنت المجيب يا إلهي...».


وهكذا تناجي جميعُ الموجودات جزئيّها وكليّها ربَّها ك«أويس القرني» مناجاة معنوية، وكل منها تؤدي وظيفة المرآة، ويعلن كل موجود بعَجزه وفَقره وتقصيره قدرةَ الله وكماله سبحانه.

الكلمة التاسعة: [بيده الخير]

أي أن الخيراتِ كلَّها بيده، الحسناتُ كلُّها في سجله، الآلاءُ كلها في خزينته، لذا من يريد الخيرَ فليسأله منه، ومن يرغب في الإحسان فليتضرع إليه.

نشير إلى أمارات دليلٍ واسع جداً ولمعاته من أدلة العلم الإلهي التي لا تحصى، إظهاراً لحقيقة هذه الكلمة بجلاء. فنقول:


Yükleniyor...