هذا العُرف- أن تكون تلك الحقائق العالية والجواهر الغالية بضاعةَ مَن هو مفلس مثلي وملكاً لشخصيتي التي لا تستطيع أن تظهر واحداً من ألف من تلك المزايا.
لهذا كله أقول: إن «الرسائل» ليست مُلكي ولا مني بل هي مُلك القرآن. لذا أراني مضطراً إلى بيان أنها قد نالت رشحات من مزايا القرآن العظيم.
نعم، لا تُبحث ما في عناقيد العنب اللذيذة من خصائص في سيقانها اليابسة؛ فأنا كتلك الساق اليابسة لتلك الأعناب اللذيذة.
السبب الرابع: قد يستلزم التواضعُ كفرانَ النعمة، بل يكون كفراناً بالنعمة عينَه، وقد يكون أيضاً التحدث بالنعمة تفاخراً وتباهياً. وكلاهما مضران، والوسيلة الوحيدة للنجاة. أي لكي لا يؤدي الأمر إلى كفرانٍ بالنعمة ولا إلى تفاخر، هي: الإقرارُ بالمزايا والفضائل دون ادّعاء تملّكها، أي إظهارَها أنها آثارُ إنعام المنعم الحقيقي جلّ وعلا.
مثال ذلك: إذا ألبسك أحدُهم بدلةً فاخرة جميلة، وأصبحتَ بها جميلاً وأنيقاً، فقال لك الناس: ما أجملَك! لقد أصبحت رائعاً بها، وأجبتَهم متواضعاً: كلا! مَن أنا، أنا لست شيئاً.. أين الجمال من هذه البدلة! فإن جوابك هذا كفران بالنعمة بلا شك، وسوءُ أدب تجاه الصانع الماهر الذي ألبسك البدلة. وكذلك إن قلت لهم مفتخراً: نعم! إنني جميل فعلاً، فأين مثلي في الجمال والأناقة! فعندها يكون جوابك فخراً وغروراً.
والاستقامة بين كفران النعمة والافتخار هو القول: نعم! إنني أصبحت جميلاً حقاً، ولكن الجمال لا يعود لي وإنما إلى البدلة، بل الفضل يخص الذي ألبسَنيها.
ولو بلغ صوتي أرجاءَ العالم كافة لكنت أقول بكل ما أوتيتُ من قوة: إن «الكلمات» جميلة رائعة وإنها حقائق وإنها ليست مني وإنما هي شعاعات التمعت من حقائق القرآن الكريم. فلم أُجمّل أنا حقائق القرآن، بل لم أتمكن من إظهار جمالها وإنما الحقائقُ الجميلة للقرآن هي التي جمّلت عباراتي ورفعت من شأنها واستناداً إلى قاعدة:
وما مدحت محمداً بمقالتي.. ولكن مدحت مقالتي بمحمدٍ. (24)
لهذا كله أقول: إن «الرسائل» ليست مُلكي ولا مني بل هي مُلك القرآن. لذا أراني مضطراً إلى بيان أنها قد نالت رشحات من مزايا القرآن العظيم.
نعم، لا تُبحث ما في عناقيد العنب اللذيذة من خصائص في سيقانها اليابسة؛ فأنا كتلك الساق اليابسة لتلك الأعناب اللذيذة.
السبب الرابع: قد يستلزم التواضعُ كفرانَ النعمة، بل يكون كفراناً بالنعمة عينَه، وقد يكون أيضاً التحدث بالنعمة تفاخراً وتباهياً. وكلاهما مضران، والوسيلة الوحيدة للنجاة. أي لكي لا يؤدي الأمر إلى كفرانٍ بالنعمة ولا إلى تفاخر، هي: الإقرارُ بالمزايا والفضائل دون ادّعاء تملّكها، أي إظهارَها أنها آثارُ إنعام المنعم الحقيقي جلّ وعلا.
مثال ذلك: إذا ألبسك أحدُهم بدلةً فاخرة جميلة، وأصبحتَ بها جميلاً وأنيقاً، فقال لك الناس: ما أجملَك! لقد أصبحت رائعاً بها، وأجبتَهم متواضعاً: كلا! مَن أنا، أنا لست شيئاً.. أين الجمال من هذه البدلة! فإن جوابك هذا كفران بالنعمة بلا شك، وسوءُ أدب تجاه الصانع الماهر الذي ألبسك البدلة. وكذلك إن قلت لهم مفتخراً: نعم! إنني جميل فعلاً، فأين مثلي في الجمال والأناقة! فعندها يكون جوابك فخراً وغروراً.
والاستقامة بين كفران النعمة والافتخار هو القول: نعم! إنني أصبحت جميلاً حقاً، ولكن الجمال لا يعود لي وإنما إلى البدلة، بل الفضل يخص الذي ألبسَنيها.
ولو بلغ صوتي أرجاءَ العالم كافة لكنت أقول بكل ما أوتيتُ من قوة: إن «الكلمات» جميلة رائعة وإنها حقائق وإنها ليست مني وإنما هي شعاعات التمعت من حقائق القرآن الكريم. فلم أُجمّل أنا حقائق القرآن، بل لم أتمكن من إظهار جمالها وإنما الحقائقُ الجميلة للقرآن هي التي جمّلت عباراتي ورفعت من شأنها واستناداً إلى قاعدة:
وما مدحت محمداً بمقالتي.. ولكن مدحت مقالتي بمحمدٍ. (24)
Yükleniyor...