أصيل من أهل البيت ومن بني هاشم، كي يَثبُت أمامَ هذه الفتن. فمثلُ هذه الشخصية الفذة، كانت تتمثل في عليّ رضي الله عنه، فثبتَ فعلاً أمام تلك الأعاصير الهوجاء.. ولقد أخبره الرسول ﷺ بذلك أنه سيحاربُ في سبيل تأويل القرآن كما حارب هو ﷺ في سبيل نزوله. (28) ثم إنه لولا علي رضي الله عنه لربما كانت سلطنةُ الدنيا تعصف بالأمويين وتفتنهم كلياً، وتزلّهم عن الصراط السوي، ولكن لأنهم كانوا يرون إزاءهم علياً وآل البيت، فقد حاولوا أن يبلغوا شأوهم ويوازوهم في مكانتِهم لئلا يفقدوا منزلتهم في نظر الأمة، فاضطر أغلبُ رؤساء الدولة الأموية إلى حضّ أتباعِهم على القيام بحفظ حقائق الإيمان ونشرها وصيانةِ أحكام القرآن والإسلام رغم أنهم لم يفعلوا شيئاً بأنفسهم، لذا نشأتْ في ظِل دولتهم مئاتُ الألوف من العلماء المحققين المجتهدين وأئمةُ الحديث والأولياءُ الصالحين والأصفياءُ والعاملين، فلولا كمالاتٌ يتصف بها آلُ البيت وصلاحُهم وولايتُهم لله لزلّ الأمويون وابتعدوا كلياً عن طريق الصواب، كما آلَ إليه أمرُهم في أواخر أيامهم، وكما حدث في أواخر أيام العباسيين.
وإذا قيل: لماذا لم تستقر الخلافةُ في آل البيت، علماً أَنهم كانوا أَحقَّ بها؟
الجواب: إن سلطنة الدنيا خدّاعة، بينما أهلُ البيت مكلَّفون بالحفاظ على حقائق الإسلام وأحكام القرآن. وينبغي لمن يتسلّم زمام الخلافة ألّا تغرّه الدنيا، كأن يكون معصوماً كالنبي، أو يكون عظيمَ التقوى عظيمَ الزهد كالخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز والمهدي العباسي لئلا يغترّ. فسلطنةُ الدنيا لا تصلُح لآل البيت، إذ تُنسيهم وظيفَتهم الأساس؛ وهي المحافظة على الدين وخدمة الإسلام. وخلافة الدولة الفاطمية التي قامت باسم آل البيت في مصر، وحكومةُ الموحدين في أفريقيا، والدولة الصفَوية في إيران، كلٌّ منها غدت حُجةً على أن سلطنةَ الدنيا لا تصلُح لآل البيت. بينما نراهم متى ما تركوا السلطنة، فقد سعوا سعياً حثيثاً وبذلوا جهداً منقطعَ النظير في خدمة الإسلام ورفع راية القرآن.
فإن شئتَ فتأمل في الأقطاب الذين أتوا من سلالة الحسن رضي الله عنه، ولاسيما الأقطاب الأربعة، وبخاصة الشيخ الكيلاني. وإن شئت فتأمل في الأئمة الذين جاءوا من سلالة الحسين رضي الله عنه، ولاسيما زين العابدين و جعفر الصادق وأمثالهم.. فكلٌّ من
وإذا قيل: لماذا لم تستقر الخلافةُ في آل البيت، علماً أَنهم كانوا أَحقَّ بها؟
الجواب: إن سلطنة الدنيا خدّاعة، بينما أهلُ البيت مكلَّفون بالحفاظ على حقائق الإسلام وأحكام القرآن. وينبغي لمن يتسلّم زمام الخلافة ألّا تغرّه الدنيا، كأن يكون معصوماً كالنبي، أو يكون عظيمَ التقوى عظيمَ الزهد كالخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز والمهدي العباسي لئلا يغترّ. فسلطنةُ الدنيا لا تصلُح لآل البيت، إذ تُنسيهم وظيفَتهم الأساس؛ وهي المحافظة على الدين وخدمة الإسلام. وخلافة الدولة الفاطمية التي قامت باسم آل البيت في مصر، وحكومةُ الموحدين في أفريقيا، والدولة الصفَوية في إيران، كلٌّ منها غدت حُجةً على أن سلطنةَ الدنيا لا تصلُح لآل البيت. بينما نراهم متى ما تركوا السلطنة، فقد سعوا سعياً حثيثاً وبذلوا جهداً منقطعَ النظير في خدمة الإسلام ورفع راية القرآن.
فإن شئتَ فتأمل في الأقطاب الذين أتوا من سلالة الحسن رضي الله عنه، ولاسيما الأقطاب الأربعة، وبخاصة الشيخ الكيلاني. وإن شئت فتأمل في الأئمة الذين جاءوا من سلالة الحسين رضي الله عنه، ولاسيما زين العابدين و جعفر الصادق وأمثالهم.. فكلٌّ من
Yükleniyor...