فخاصيّة الصديق وشرطُه: أن يكون مؤيداً تأييداً جاداً لعملنا في نشر الأنوار القرآنية «رسائل النور»، وأن لا يميل إلى الباطل والبدع والضلالة قلباً، وأن يسعى أيضاً ليفيد نفسه.

وخاصية الأخ وشرطه: أنْ يكون ساعياً سعياً حقيقياً وجاداً لنشر الرسائل، فضلاً عن أدائه الصلوات الخمس، واجتنابه الكبائر السبع.

وخاصية الطالب وشرطه: أن يعد «رسائل النور» كأنها من تأليفه هو، وأنها تخصه بالذات، فيدافع عنها وكأنها مُلْكه، ويعتبر نشر تلك الأنوار والعمل لها أجلّ وظيفة لحياته.

فهذه الطبقات الثلاث تتعلق بالجوانب الثلاث لشخصيتي.

فالصديق يرتبط بشخصيتي الذاتية. والأخ يرتبط بشخصيتي العبدية أي كوني أؤدي مهمة العبودية لله سبحانه. أما الطالب فهو يرتبط بي من حيث كوني داعياً ودلالاً للقرآن الحكيم ومرشداً إليه.

وهذا النوع من اللقاء له ثلاث ثمرات:

الأولى: أخذه لجواهر القرآن درساً مني أو من «رسائل النور» ولو كان درساً واحداً، هذا من حيث الدعوة إلى القرآن.

الثانية: يكون مشاركاً لي في ثوابي الأخروي. وهذا من حيث العبودية لله.

الثالثة: نتوجه معاً إلى الرحمة الإلهية مرتبطين قلباً متساندين في خدمة القرآن ونسأله التوفيق والهداية.

فإن كان طالباً فهو حاضر معي صباح كل يوم باسمه وأحياناً بخياله.

وإن كان أخاً فهو حاضر معي في دعائي على دفعات باسمه وبصورته فيشاركني في الثواب والدعاء ثم يكون ضمن جميع الإخوان وأسلّمه إلى الرحمة الإلهية، إذ عندما أقول في ذلك الدعاء: «إخوتي وإخواني»، فهو منهم، إن لم أكن أعرفه أنا بالذات فالله أعلم به وأبصر.

وإن كان صديقاً فهو داخل ضمن دعائي باعتباره من الأخوة عامة إذا ما أدّى الفرائض واجتنب الكبائر.

وعلى هؤلاء الطبقات الثلاث أن يجعلوني ضمن كسبهم الأخروي أيضاً.


Yükleniyor...