الجواب: هناك أسباب عدة تحُول بيني وبين مراجعتهم، بل تجعلني لا أستطيع مراجعتَهم.
السبب الأول: إنني لم أتدخل في شؤون أهل الدنيا ولا في دنياهم، كي أكون محكوماً من قبلهم، ومن ثم أراجعهم في هذا الشأن، بل أراجعُ القدَر الإلهي، لأنه هو الذي حكم عليّ لتقصيراتي تجاهه.
السبب الثاني: لقد تيقنتُ أن هذه الدنيا دارُ ضيافة، تتبدل بسرعة وتتغير على الدوام، فهي ليست دارَ قرار ولا موطناً حقيقياً، لذا فإن نواحيها كافة على حدّ سواء. فما دمت لا أظل في موطني، ولا قرار لي فيه، فإن محاولة الرجوع إليه عبثٌ لا طائل وراءه، ولا يعني شيئاً الذهاب إليه. وما دام كل ناحية من نواحي الدنيا دارَ ضيافة. فإن كلَّ إنسان صديقٌ وكل مكان نافعٌ ومفيد إن كانت رحمةُ صاحب الدار ورحمةُ رب البيت رفيقةً لك، وإلّا فكل إنسان عدو وكل مكان حملٌ ثقيل وضيق شديد.
السبب الثالث: المراجعة إنما تكون ضمن نطاق القانون، بينما المعاملة التي أُعامَل بها طوال هذه السنوات الست معاملةٌ اعتباطية وغير قانونية، إذ لم يعاملوني معاملة قانونية على وفق قانون المنفيين، بل نظروا إليّ نظرةَ الساقط من الحقوق المدنية، بل حتى من الحقوق الدنيوية، فلا معنى إذن من مراجعةٍ قانونية لمن يُعامِل معاملةً غيرَ قانونية.
السبب الرابع: راجع أحدُهم باسمي هذه السنة مديرَ هذه الناحية «بارلا» للسماح لي بالذهاب إلى قرية «بدرة» القريبة جداً منها -حتى تعدّ أحدَ أحيائها- لقضاء بضعة أيام للفسحة هناك، ولم يسمح لي بذلك. فكيف يراجَع هؤلاء الذين يرفضون مثل هذه الحاجة البسيطة التي أشعر بها؟ فمراجعتُهم إذن ليس إلا تذلل وخنوع غير مُجدٍ.
السبب الخامس: إن طلبَ الحق من مدّعي الحق زوراً ومراجعتَهم ظلمٌ وبخس للحق وقلةُ توقير له، فلا أريد أن أرتكبَ هذا الظلم، ولا هذا التهوين من شأن الحق. والسلام.
السبب السادس: إن مضايقة أهل الدنيا لي، ليست ناشئةً من انشغالي بالسياسة، لأنهم يعرفون جيداً أنني لا أتدخل في الأمور السياسية، بل أنفر منها، فهم يعذبونني بسبب ارتباطي بالدين وتمسكي بأهدابه، أي أنهم يعذبونني -بشعور وبغير شعور- إرضاءً للزندقة. لذا فإن
السبب الأول: إنني لم أتدخل في شؤون أهل الدنيا ولا في دنياهم، كي أكون محكوماً من قبلهم، ومن ثم أراجعهم في هذا الشأن، بل أراجعُ القدَر الإلهي، لأنه هو الذي حكم عليّ لتقصيراتي تجاهه.
السبب الثاني: لقد تيقنتُ أن هذه الدنيا دارُ ضيافة، تتبدل بسرعة وتتغير على الدوام، فهي ليست دارَ قرار ولا موطناً حقيقياً، لذا فإن نواحيها كافة على حدّ سواء. فما دمت لا أظل في موطني، ولا قرار لي فيه، فإن محاولة الرجوع إليه عبثٌ لا طائل وراءه، ولا يعني شيئاً الذهاب إليه. وما دام كل ناحية من نواحي الدنيا دارَ ضيافة. فإن كلَّ إنسان صديقٌ وكل مكان نافعٌ ومفيد إن كانت رحمةُ صاحب الدار ورحمةُ رب البيت رفيقةً لك، وإلّا فكل إنسان عدو وكل مكان حملٌ ثقيل وضيق شديد.
السبب الثالث: المراجعة إنما تكون ضمن نطاق القانون، بينما المعاملة التي أُعامَل بها طوال هذه السنوات الست معاملةٌ اعتباطية وغير قانونية، إذ لم يعاملوني معاملة قانونية على وفق قانون المنفيين، بل نظروا إليّ نظرةَ الساقط من الحقوق المدنية، بل حتى من الحقوق الدنيوية، فلا معنى إذن من مراجعةٍ قانونية لمن يُعامِل معاملةً غيرَ قانونية.
السبب الرابع: راجع أحدُهم باسمي هذه السنة مديرَ هذه الناحية «بارلا» للسماح لي بالذهاب إلى قرية «بدرة» القريبة جداً منها -حتى تعدّ أحدَ أحيائها- لقضاء بضعة أيام للفسحة هناك، ولم يسمح لي بذلك. فكيف يراجَع هؤلاء الذين يرفضون مثل هذه الحاجة البسيطة التي أشعر بها؟ فمراجعتُهم إذن ليس إلا تذلل وخنوع غير مُجدٍ.
السبب الخامس: إن طلبَ الحق من مدّعي الحق زوراً ومراجعتَهم ظلمٌ وبخس للحق وقلةُ توقير له، فلا أريد أن أرتكبَ هذا الظلم، ولا هذا التهوين من شأن الحق. والسلام.
السبب السادس: إن مضايقة أهل الدنيا لي، ليست ناشئةً من انشغالي بالسياسة، لأنهم يعرفون جيداً أنني لا أتدخل في الأمور السياسية، بل أنفر منها، فهم يعذبونني بسبب ارتباطي بالدين وتمسكي بأهدابه، أي أنهم يعذبونني -بشعور وبغير شعور- إرضاءً للزندقة. لذا فإن
Yükleniyor...