القسم الخامس

وهو الرسالة الخامسة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

﹛﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾|﹜ (النور: ٣٥)


في حالة روحية في شهر رمضان المبارك شعرتُ بنور من أنوار هذه الآية الكريمة، ورأيت ما يشبه الخيال؛ أن الموجوداتِ جميعَها، والأحياء كلَّها تناجي ربها الجليل وتتضرع إليه بمناجاة «أويس القرني» المشهورة، (8) والمستهلة ب:

الهي أنت ربي وأنا العبد .. وأنت الخالق وأنا المخلوق.. وأنت الرزاق وأنا المرزوق... الخ.

فرأيتُ في هذه الواقعة القلبية الخيالية ما أورثني القناعةَ بأن كل اسم من الأسماء الإلهية هو نورٌ لكل عالَم من العوالم الثماني عشرة ألفاً؛ كالآتي:

إن أوراق الورد مثلما تغلّف الواحدةُ الأخرى، تستُر التي تليها، كذلك رأيت هذا العالَم، كل عالَم يُغلَّف بألوف من الأستار والحجب، فتستر تحتها عوالم أخرى. ورأيت كذلك، أنه كلما رُفع ستار وأُزيل حجاب إذا بعالَم آخر يظهر تجاهي، وأن ذلك العالم يتراءى لي في ظلمةٍ دامسة ووحشة رهيبة كما تصوِّره الآية الكريمة: ﹛﴿اَوْ كَظُلُمَاتٍ ف۪ي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰيهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ سَحَابٌۜ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍۜ اِذَٓا اَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰيهَاۜ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾|﹜ (النور: ٤٠).

وإذ أنا أرى هذا العالَم في مثل هذه الظلمات إذا بجلوة من جلوات اسم إلهي تشع شعاعاً عظيماً كنور يغمر ذلك العالم من أوله إلى آخره بالنور. فكلما بدا مشهدٌ من مشاهد هذه العوالم، ويُرفع ستارٌ من أستارها أمام العقل، ينفتح بابٌ إلى عالم آخر أمام الخيال. وإذ يتراءى


Yükleniyor...