وقد مرت عليَّ حادثة جديرة بالملاحظة:
رأيت ذات يوم رجلا عليه سيماء العلم يقدح بعالم فاضل، بانحياز مُغرض حتى بلغ به الأمر إلى حد تكفيره، وذلك لخلافٍ بينهما حول أمور سياسية، بينما رأيته قد أثنى -في الوقت نفسه- على منافق يوافقه في الرأي السياسي!. فأصابتني من هذه الحادثة رِعدةٌ شديدة، واستعذت بالله مما آلت إليه السياسةُ وقلت: «أعوذ بالله من الشيطان والسياسة».
ومنذئذٍ انسحبتُ من ميدان الحياة السياسية.
الوجه الخامس:
هذا الوجه يبين مدى الضرر البالغ الذي يصيب الحياة الاجتماعية من جراء العناد والتنافر والتفرقة.
فإذا قيل: لقد ورد في حديث شريف: (اِخْتِلافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌّ) (4) والاختلاف يقتضي التفرق والتحزب والإعتداد بالرأي. ولكن داء التفرق والاختلاف هذا فيه وجهٌ من الرحمة لضعفاء الناس من العوام، إذ ينقذهم من تسلّط الخواص الظلمة الذين إذا حصل بينهم اتفاقٌ في قرية أو قَصبة اضطهدوا هؤلاء الضعفاء ولكن إذا كانت ثمة تفرقةٌ بينهم فسيجد المظلوم ملجأً في جهة، فينقذ نفسه.
ثم إن الحقيقة تتظاهر جلية من تصادم الأفكار ومناقشة الآراء وتخالف العقول.
الجواب: نقول إجابة عن السؤال الأول:
Yükleniyor...