والسبب الثاني لعدم مراجعتهم هو: أن ادعاء الحق إزاء مَن يظنون الباطلَ حقاً، نوعٌ من الباطل، فلا أريد ارتكاب ظلم كهذا.
سؤالكم الثالث:
لِمَ لا تهتم إلى هذا الحد بمجريات السياسة العالمية الحاضرة. نراك لا تغيّر من طورِكَ أصلاً أمام الحوادث الجارية على صفحات العالم. أفترتاح إليها أم أنك تخاف خوفاً يدفعُك إلى السكوت؟
الجواب: إن خدمة القرآن الكريم هي التي منعَتْني بشدة عن عالم السياسة بل أنسَتني حتى التفكر فيها. وإلّا فإن تاريخ حياتي كلّها تشهد بأن الخوف لم يكبّلني ولا يمنعني في مواصلة سيري فيما أراه حقاً. ثم مِمَّ يكون خوفي؟ فليس لي مع الدنيا علاقة غير الأجل، إذ ليس لي أهلٌ وأولاد أفكر فيهم، ولا أموال أفكر فيها، ولا أفكر في شرف الأصالة والحسب والنسب. ورحم الله من أعان على القضاء على السمعة الاجتماعية التي هي الرياء والشهرة الكاذبة، فضلاً عن الحفاظ عليها.. فلم يبق إلّا أجلي، وذلك بيد الخالق الجليل وحده. ومن يجرؤ أن يتعرض له قبل أوانه. فنحن نفضّل أصلاً موتاً عزيزاً على حياة ذليلة.
ولقد قال أحدهم مثل «سعيد القديم»؛
ونحن أناسٌ لا تَوَسّطَ بَيْننا لنا الصَدْرُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ (2)
إنما هي خدمة القرآن تمنعُني عن التفكر في الحياة الاجتماعية السياسية وذلك:
أن الحياة البشرية ما هي إلاّ كركبٍ وقافلة تمضي، ولقد رأيت بنور القرآن الكريم في هذا الزمان، أنَّ طريق تلك القافلة الماضية أدّت بهم إلى مستنقع آسن، فالبشريةُ تتعثر في سيرها فهي لا تكاد تقوم حتى تقع في أوحال ملوثة منتنة.
ولكن قسماً منها يمضي في طريق آمنة.
وقسم آخر قد وجد بعض الوسائل لتُنجيه -قدر المستطاع- من الوحل والمستنقع.
وقسم آخر وهم الأغلبية يمضون وسط ظلام دامس في ذلك المستنقع المُوحل المتسخ.
سؤالكم الثالث:
لِمَ لا تهتم إلى هذا الحد بمجريات السياسة العالمية الحاضرة. نراك لا تغيّر من طورِكَ أصلاً أمام الحوادث الجارية على صفحات العالم. أفترتاح إليها أم أنك تخاف خوفاً يدفعُك إلى السكوت؟
الجواب: إن خدمة القرآن الكريم هي التي منعَتْني بشدة عن عالم السياسة بل أنسَتني حتى التفكر فيها. وإلّا فإن تاريخ حياتي كلّها تشهد بأن الخوف لم يكبّلني ولا يمنعني في مواصلة سيري فيما أراه حقاً. ثم مِمَّ يكون خوفي؟ فليس لي مع الدنيا علاقة غير الأجل، إذ ليس لي أهلٌ وأولاد أفكر فيهم، ولا أموال أفكر فيها، ولا أفكر في شرف الأصالة والحسب والنسب. ورحم الله من أعان على القضاء على السمعة الاجتماعية التي هي الرياء والشهرة الكاذبة، فضلاً عن الحفاظ عليها.. فلم يبق إلّا أجلي، وذلك بيد الخالق الجليل وحده. ومن يجرؤ أن يتعرض له قبل أوانه. فنحن نفضّل أصلاً موتاً عزيزاً على حياة ذليلة.
ولقد قال أحدهم مثل «سعيد القديم»؛
ونحن أناسٌ لا تَوَسّطَ بَيْننا لنا الصَدْرُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ (2)
إنما هي خدمة القرآن تمنعُني عن التفكر في الحياة الاجتماعية السياسية وذلك:
أن الحياة البشرية ما هي إلاّ كركبٍ وقافلة تمضي، ولقد رأيت بنور القرآن الكريم في هذا الزمان، أنَّ طريق تلك القافلة الماضية أدّت بهم إلى مستنقع آسن، فالبشريةُ تتعثر في سيرها فهي لا تكاد تقوم حتى تقع في أوحال ملوثة منتنة.
ولكن قسماً منها يمضي في طريق آمنة.
وقسم آخر قد وجد بعض الوسائل لتُنجيه -قدر المستطاع- من الوحل والمستنقع.
وقسم آخر وهم الأغلبية يمضون وسط ظلام دامس في ذلك المستنقع المُوحل المتسخ.
Yükleniyor...