انتهى إلى قعرها»... (6) ولم تمض ساعة حتى جاء الجواب، إذ أتى أحدهم يقول: إن المنافق المشهور الذي ناهز السبعين من عمره قد مات وولّى إلى جهنم وبئس المصير، فكان هذا تأويلاً للتشبيه البليغ الذي ذكره الرسول ﷺ.
الأساس الثالث
إنَّ الآثار المنقولة إنْ كانت متواترةً فهي قطعيةُ الثبوت وتفيد اليقين. والتواتر قسمان:
الأول: التواتر الصريح، أو التواتر اللفظي.
الثاني: التواتر المعنوي وهذا قسمان:
الأول: سكوتي؛ أي إبداء الرضا بالسكوت عنه. مثال ذلك: لو أخبر شخصٌ جماعتَه عن حادثة وقعت أمامَهم ولم يكذّبوه في خبره بل قابلوه بالسكوت، فإن ذلك يعني قبولَهم لوقوعها، ولاسيما إذا كانت الحادثة المروية ذات علاقة بالجماعة، والجماعةُ مستعدة للانتقاد والرد والتجريح، وممن لا يقبلون بالخطأ أصلا، بل يرون الكذب أمراً قبيحاً بشعاً، فإن سكوتهم عنها يدل على وقوع تلك الحادثة دلالةً قاطعة.
القسم الثاني من التواتر المعنوي: هو اتفاقهم على القدْر المشترك بين أخبارهم وإن كانت الروايات متنوعة. مثال ذلك:
إذا قيل أن أوقية من الطعام أشبَعت مائتي رجل. فالذين حدّثوا بهذا يروونه في صور متنوعة وبعبارات مختلفة متباينة. فهذا ذكَر مائة رجل وذاك ثلاثمائة رجل والآخر أوقيتين من الطعام وهكذا. فترى أن الجميعَ متفقون على وقوع الحادثة، وهو أن الطعام القليل أشبعَ أناساً كثيرين. فالحادثة إذن بشكلها المطلق متواترةٌ معنىً، وهي تفيد اليقين، ولا تضرّ بها صور الاختلاف. وفي بعض الأحيان يفيد خبر الآحاد ضمن بعض الشروط الحكمَ القطعي كقطعية التواتر، وقد يفيد القطعية أحياناً تحت أَمارات خارجية.
وهكذا، فالقسم الأَعظم مما نُقل إلينا من دلائل النبوة ومعجزات الرسول ﷺ هو:
الأساس الثالث
إنَّ الآثار المنقولة إنْ كانت متواترةً فهي قطعيةُ الثبوت وتفيد اليقين. والتواتر قسمان:
الأول: التواتر الصريح، أو التواتر اللفظي.
الثاني: التواتر المعنوي وهذا قسمان:
الأول: سكوتي؛ أي إبداء الرضا بالسكوت عنه. مثال ذلك: لو أخبر شخصٌ جماعتَه عن حادثة وقعت أمامَهم ولم يكذّبوه في خبره بل قابلوه بالسكوت، فإن ذلك يعني قبولَهم لوقوعها، ولاسيما إذا كانت الحادثة المروية ذات علاقة بالجماعة، والجماعةُ مستعدة للانتقاد والرد والتجريح، وممن لا يقبلون بالخطأ أصلا، بل يرون الكذب أمراً قبيحاً بشعاً، فإن سكوتهم عنها يدل على وقوع تلك الحادثة دلالةً قاطعة.
القسم الثاني من التواتر المعنوي: هو اتفاقهم على القدْر المشترك بين أخبارهم وإن كانت الروايات متنوعة. مثال ذلك:
إذا قيل أن أوقية من الطعام أشبَعت مائتي رجل. فالذين حدّثوا بهذا يروونه في صور متنوعة وبعبارات مختلفة متباينة. فهذا ذكَر مائة رجل وذاك ثلاثمائة رجل والآخر أوقيتين من الطعام وهكذا. فترى أن الجميعَ متفقون على وقوع الحادثة، وهو أن الطعام القليل أشبعَ أناساً كثيرين. فالحادثة إذن بشكلها المطلق متواترةٌ معنىً، وهي تفيد اليقين، ولا تضرّ بها صور الاختلاف. وفي بعض الأحيان يفيد خبر الآحاد ضمن بعض الشروط الحكمَ القطعي كقطعية التواتر، وقد يفيد القطعية أحياناً تحت أَمارات خارجية.
وهكذا، فالقسم الأَعظم مما نُقل إلينا من دلائل النبوة ومعجزات الرسول ﷺ هو:
Yükleniyor...