نعم، يتنوع انكشاف الأحكام الشرعية ويختلف بالنسبة لمستويات الناس وفهمهم وطبقات مداركهم، فما يظهر منها وينكشف للعوام هو غيرُ ما يظهر وينكشف للخواص..
إنه من الخطأ توهم ما يظهر من الشريعة للعوام هو حقيقة الشريعة، وإطلاق اسم «الحقيقة» و «الطريقة» على مرتبة الشريعة المنكشفة للخواص.
فالشريعة لها مراتب متوجهة إلى جميع طبقات البشر.
وبناء على هذا السر، فإن أهل الطريقة، وأصحاب الحقيقة كلما تقدموا في مسلكهم وارتقوا في معارجهم، وجدوا أنفسهم منجذبين أكثر إلى الحقائق الشرعية، متبعين لها، مندرجين ضمن غاياتها ومقاصدها. حتى إنهم يتخذون أبسط أنواع السنة النبوية الشريفة كأعظم مقصد وغاية، ويسعون إلى اتّباعها وتقليدها.
لأنه بمقدار سمو الوحي وعلوِّه على الإلهام، فالآداب الشرعية التي هي ثمرة الوحي هي أسمى وأعلى من آداب الطريقة التي هي ثمرة الإلهام، لذا فإن أهم أساس للطريقة هو اتّباع السنة النبوية المطهرة.
النكتة الثانية: لا ينبغي أن تتحول الطريقة والحقيقة من كونهما وسيلتين إلى غايتين بحدّ ذاتهما (تستحوذان على قلب السالك وفكره ووجدانه). فإذا أصبحتا -الطريقة والحقيقة- مقصودتين بالذات، فإن الأعمال الشرعية المُحكَمة، وآداب السُّنة السَنية، تنحسر حتى تأخذ الدرجة الثانية من الاهتمام لدى السالك، وتصبح صورية شكلية بانشغال القلب بالتوجه إلى آداب الطريقة ورسومها. أي أن المرء -عندئذِ- يفكر بحلقة الذكر أكثر من تفكيره بالصلاة، وينجذب إلى أوراده أكثر من انجذابه إلى الفرائض، ويلزم نفسه بتجنب مخالفة آداب الطريقة أكثر من التزامه بتجنب الكبائر، والحال إن أداء فريضة واحدة التزاماً بالأوامر الشرعية لا يمكن أن توازيها أوراد الطريقة أو تحل محلها.
فآداب الطريقة، وأوراد التصوف، وما يحصل للسالك منهما من أذواق ينبغي أن تكون مدخلاً لأذواق أحلى وأعلى وأسمى، يحصل عليها هذا السالك من أداء الفرائض والسنن.
أي أنَّ ما يأخذه المرء من التكية من أذواق، لا بد أن تكون استهلالاً لأذواق الصلاة التي يؤديها في الجامع، بقيامه بأركانها وأدائها على الوجه المطلوب، وإلّا فالذي تشغله أذواقه
إنه من الخطأ توهم ما يظهر من الشريعة للعوام هو حقيقة الشريعة، وإطلاق اسم «الحقيقة» و «الطريقة» على مرتبة الشريعة المنكشفة للخواص.
فالشريعة لها مراتب متوجهة إلى جميع طبقات البشر.
وبناء على هذا السر، فإن أهل الطريقة، وأصحاب الحقيقة كلما تقدموا في مسلكهم وارتقوا في معارجهم، وجدوا أنفسهم منجذبين أكثر إلى الحقائق الشرعية، متبعين لها، مندرجين ضمن غاياتها ومقاصدها. حتى إنهم يتخذون أبسط أنواع السنة النبوية الشريفة كأعظم مقصد وغاية، ويسعون إلى اتّباعها وتقليدها.
لأنه بمقدار سمو الوحي وعلوِّه على الإلهام، فالآداب الشرعية التي هي ثمرة الوحي هي أسمى وأعلى من آداب الطريقة التي هي ثمرة الإلهام، لذا فإن أهم أساس للطريقة هو اتّباع السنة النبوية المطهرة.
النكتة الثانية: لا ينبغي أن تتحول الطريقة والحقيقة من كونهما وسيلتين إلى غايتين بحدّ ذاتهما (تستحوذان على قلب السالك وفكره ووجدانه). فإذا أصبحتا -الطريقة والحقيقة- مقصودتين بالذات، فإن الأعمال الشرعية المُحكَمة، وآداب السُّنة السَنية، تنحسر حتى تأخذ الدرجة الثانية من الاهتمام لدى السالك، وتصبح صورية شكلية بانشغال القلب بالتوجه إلى آداب الطريقة ورسومها. أي أن المرء -عندئذِ- يفكر بحلقة الذكر أكثر من تفكيره بالصلاة، وينجذب إلى أوراده أكثر من انجذابه إلى الفرائض، ويلزم نفسه بتجنب مخالفة آداب الطريقة أكثر من التزامه بتجنب الكبائر، والحال إن أداء فريضة واحدة التزاماً بالأوامر الشرعية لا يمكن أن توازيها أوراد الطريقة أو تحل محلها.
فآداب الطريقة، وأوراد التصوف، وما يحصل للسالك منهما من أذواق ينبغي أن تكون مدخلاً لأذواق أحلى وأعلى وأسمى، يحصل عليها هذا السالك من أداء الفرائض والسنن.
أي أنَّ ما يأخذه المرء من التكية من أذواق، لا بد أن تكون استهلالاً لأذواق الصلاة التي يؤديها في الجامع، بقيامه بأركانها وأدائها على الوجه المطلوب، وإلّا فالذي تشغله أذواقه
Yükleniyor...